ابن ابى الحديد فى الميزان - صفحه 34

الدلالة على علو منزلته فى الدين و علوّه فى ولاية اميرالمؤمنين...» ۱ و منهم الطريحى الذى يقول فى حقه : «قال بعض الافاضل : كان ذلك (اعتزاله) قبل رجوعه الى الحق، لأنا نشهد من كلامه الاقرار له عليه السلام و التبرّى من غيره، ممن تقدم عليه (الامام على عليه السلام ) و ذلك قرينة واضحة على ما قلناه» ۲ و اما المتردّدون فيه، فمنهم الشيخ الصدوق، فانه لا يجزم تشيعه، حيث يقول : ان رأى ابن ابى الحديد كان رأى الحكماء، والله أعلم بباطن امره، و حشره الله مع من أحبّه.
و اما المخالفون له، فهناك طائفة من علماء الشيعة ترفض تشيعه رفضا تاما، منهم السيد عبد الزهراء صاحب مصادر نهج البلاغة الذى يقول : «و يعدّ ابن ابى الحديد من خصوم الشيعة و أشد مناوئيهم رغم ما يظهر من حبّه لعلي عليه السلام و اظهار تفضيله» و يستمرّ قائلاً : «و رأيت بخط الامام المرحوم كاشف الغطاء على ظهر المجلد الاول من الشرح من الطبعة ذات المجلدين المطبوعة على الحجر فى ايران الموجودة فى مكتبته العامة الشهيرة فى النجف الاشرف ما معناه : (نعم المؤلف لولا عناد المؤلف)، فتأمل هذه العبارة من هذاالمطلع المتتبع ، لتعرف ان هؤلاء الذين نسبوا ابن ابى الحديد الى التشيع على جانب من الخطأ عظيم» و يمضى صاحب مصادر نهج البلاغه قائلاً : «و سمعت المرحوم الثقة السيد كاظم الحسينى الخطيب، ينقل عن الامام الشيخ محمد طه نجف قدس سره انه قال : لو أوقف خصوم أميرالمؤمنين عليه السلام ، بين يدى الله، ما استطاعوا ان يعتذروا عن انفسهم كما اعتذر عنهم ابن ابى الحديد». ۳

آرائه الشيعية :

المتصفح لشرح نهج البلاغة لابن ابى الحديد و مؤلفاته الاخرى يواجه افكارا قربية الى التشيع و هى كثيرة، نذكر منها:
1 ـ ولادة الامام على عليه السلام : جعل ابن ابى الحديد يوم ولادة اميرالمؤمنين عليه السلام ضمن

1.ـ روضات الجنات، خوانسارى ج ۵: ۱۹.

2.ـ مجمع البحرين الطريحى، ص ۱۹۳، ياليته ذكر لنا بعض هذه القرائن.

3.ـ مصادر نهج البلاغة ج ۱ : ۲۱۷، ليت الشيخ محمد طه نجف ذكر لنا بعض الشواهد.

صفحه از 43