ج 3 : 92، الذى يقول : انه عليه السلام مدح بعض اصحابه بحسن السيرة . و منهم الدكتور اسدالله المبشرى المترجم نهج البلاغة حيث يقول فى ص 907 : المراد بفلان احد اصحابه عليه السلام . و منهم الشيخ محمد دشتى الذى يقول فى ترجمته ص 464 : انها قيلت فى سلمان المحمدى ، و ذكر فى الهامش نقلاً عن المرحوم السيد هبة الدين الشهرستانى : انّ النسخة الخطية للسيد الشريف الرضى كانت بيد بنته الذى تتلمذت على يد عمّها السيد المرتضى، كان اسم سلمان المحمدى مكتوبا فى اول هذه الخطبة، و ان هذا الكلام لهو الصحيح....
فانّا لا ندرى كيف قطع ابن ابى الحديد جازما القول بان المراد بفلان عمر، و الحال كان من المفروض ان يحقق فى هذا المجال اكثر ؟
الجمع بين التسنن و التشيع :
المحقق يرى فى هذا الباب حالة التذبب عند المعتزله بين الطائفتين السنية و الشيعية، فتارة الى هؤلاء و اُخرى الى هؤلاء.
و تجد هذا التذبب خاصة عند ابن ابى الحديد، و الآن نستمع الى ابن ابى الحديد حيث يقول فى ج 1 : 3 : «و اختلفوا (علماء المعتزلة) فى التفضيل، فقال قدماء البصريين : ان ابابكر أفضل من علىّ عليه السلام ، و هولاء يجعلون ترتيب الاربعة فى الفضل كترتيبهم فى الخلافة، و قال البغداديون قاطبةً: ان عليا عليه السلام أفضل من ابوبكر، و اما نحن فنذهب الى ما يذهب اليه شيوخنا البغداديون من تفضيله عليه السلام ». 1 ثم يذكر آراء منفردة لبعض الشيوخ الذين عدلوا أخيرا الى أفضيلة الامام على عليه السلام ، ثم يضيف قائلاً: «و ذهب كثير من الشيوخ رحمهم الله الى التوقف فيها».
فانظر الى شدة الخلاف المطروح بين علماء المعتزلة فى امر الخلافة، فلا تقارب بينهما بل التنافر و التناقض حاكم عليها، اضافة الى موقف الحياد المطروح و هو بمنزلة الفرار عن المسؤولية، و بناءا على هذا تجد هذه الحالة موجودة عند ابن ابى الحديد، كماترى ذلك بوضوح فى اشعاره التالية:
1.ـ وترى التناقض فى كلامه و اضحا، حيث يقول فى المقدمة : الحمدلله الذى قدّم المفضول على الافضل.