فاخرجه، و لأت (وقعت فى شدة) فاطمة ما صنع بهما، فقامت على باب الحجرة، و قالت : يا ابابكر ! ما اسرع ما أغرتهم على أهل بيت رسول الله عليه السلام ، والله لا اكلّم عمر حتّى القى الله، قال: فمشى اليها ابوبكر بعد ذلك، و شفع لعمر و طلب اليها فرضيت عنه» ۱ ثم يستمر فى ذكر الاقوال الاخرى و منها قول الشيعة. فلما ينتهى منها يعلق قائلاً : «فاما الامور الشنيعة المستهجة التى تذكرها الشيعة من ارسال قنفذ الى بيت فاطمة (س)،و انه ضربها بالسوط فصار فى عضدها كالدّملج... و ان عمر اضغطها بين الباب و الجدار فصاحت... فكله لا أصل له عند أصحابنا، ولا يثبته أحد منهم، و لا رواه أهل الحديث و لا يعرفونه، و انما هو شى ء تنفرد الشيعة بنقله».
ثم انظر الى كلامه فى لقب اميرالمؤمنين عليه السلام حيث يقول فى ج 1 : 4 : « تزعم الشيعة انّه خوطب فى حياة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم باميرالمؤمنين، و خاطبه بذلك جلة المهاجرين و الانصار، و لم يثبت ذلك فى اخبار المحدثين، الا انهم قد رووا ما يعطى هذا المعنى و ان لم يكن اللفظ بعينه و هو قول رسول الله صلى الله عليه و آله وسلمله : انت يعسوب الدين، و المال يعسوب الظلم، و فى رواية اُخرى : هذا يعسوب المؤمنين و قائد الغرّ المحجلين ۲ و اليعسوب ذكر النحل و اميرها...».
و اما نفيه لعصمة الامام عليه السلام ، فيقول ابن ابى الحديد فى ج 1: 92 : «و هذا يقتضى ان العصمة ليست الاّ للانبياء و الملائكة ، و لو كان الامام يجب ان يكون معصوما لكان قسما سادسا، فاذا قد شهد هذا الكلام بصحة ما تقوله المعتزلة فى اشتراط العصمة فى الامامة، اللهم الا ان يجعل الامام المعصوم داخلاً فى القسم الاول ... و فيه بعد و ضعف».
و اما انكاره لوصىّ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فيقول فى ج 1 : 4 : «و دُعى بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلمبوصىّ رسول الله لوصايته اليه بما اراده. و أصحابنا لا ينكرون ذلك، و لكن يقولون انّها لم تكن
1.ـ ذكر صاحب كتاب ثم اهتديت فى ص ۱۳۰ نقلاً عن الامامة و السياسة لابن قتيبة ج ۱، ص ۲۰، و فدك فى التاريخ ص ۹۲، خلافا لما ذكره ابن ابى الحديد، و اليك نص الحديث : و قالت فاطمة لابى بكر و عمر : نشدتكما الله تعالى ألم تسمعا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يقول : رضا فاطمة من رضاى و سخط فاطمة من سخطى، فمن أحبَّ ابتنى فاطمة فقد أحبنى و من أرضى فاطمة فقد أرضانى، و من أسخط فاطمة فقد اسخطنى؟ قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم. فقالت : فإنّى اُشهد الله و ملائكته انكما اسخطتمانى و ما أرضيتمانى، و لئن ألقيت النبىّ لأشكونكما اليه.
2.ـ كما جاء ذلك فى زيارته عليه السلام .