ابن ابى الحديد فى الميزان - صفحه 42

يا حار همدان من يمت يرنىمن مؤمن او منافق قبلا
يعرفنى طرفه و أعرفهبعينه و اسمه و ما فعلا
اقول للنار و هى توقد للعرضذريه لا تقربى الرجلا
ذريه لا تقربيه ان لهحبلاً بحبل الوصى متصلاً».
و يستدرك كلامه قائلاً : «و ليس هذا بمنكر ان صحّ انه عليه السلام قاله عن نفسه، ففى الكتاب العزيز ما يدل على ان اهل الكتاب لا يموت منهم ميت حتى يصدق بعيسى بن مريم عليه السلام .»
2 ـ خلافة ابى بكر : يقول ابن ابى الحديد فى معرض تفسيره للخطبة الثالثه من نهج البلاغة المعروفة بالشقشقية ج 1 : 52: « اما الامامية الشيعة فتجرى هذه الالفاظ على ظواهرها و تذهب الى ان النّبى صلى الله عليه و آله وسلم نصّ على أميرالمؤمنين عليه السلام و انه غصب حقه. و اما اصحابنا رحمهم الله فلهم ان يقولوا : انه لما كان اميرالمؤمنين عليه السلام هو الأفضل و الاحق، و عدل عنه الى من لا يساويه فى فضل و لا يوازيه فى جهاد و علم، ولا يماثله سودد و شرف، ساغ اطلاق هذه الالفاظ، و ان كان من وسم بالخلافة قبله عدلاً تقيا، و كانت بيعته بيعة صحيحة».
و يستدرك الكلام قائلاً : «فاصحابنا لما أحسنوا الظن بالصحابة و حملوا ما وقع منهم على وجه الصواب...» و يستمر خلال الشرح فى ص 53 حيث يقول : «فلم يلبثا ان جاءتهما (الامام على عليه السلام و العباس) الاخبار بان الانصار أقعدت سعدا لتبايعه، و ان عمر جاء بابى بكر فبايعه، و سبق الانصار بالبيعة».... و يستمر يقول : «و تزعم الشيعة انّ رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم كان يعلم موته، و انه سيّر ابابكر و عمر فى بعث اسامة لتخلو دار الهجرة منها ، فيصفو الامر لعلى عليه السلام ، و يبايعه من تخلف من المسلمين بالمدينة على سكون و طمأنينة ...»
هذا وان البحث و التدقيق فى هذا الامر يستحق ان يكون بمنزلة رسالة دكتوراه، و نحن نكتفى بهذا المقدار من الكلام، ارجو ان قد بلغت الى الهدف المنشود. و اخيرا أرى ان الرأى بيد القراء الكرام اصحاب الفكر و اهل التقوى كان يحكم له او عليه.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

صفحه از 43