أي بُنيّ ! إسْعَ لكسب هذا الفوز ، أو حاول أن تقطف بعض ثماره ، وحُدَّ من الأهواء الّتي لاحصر لها ، واستعن باللّه جلّ وعلا إذ لايفلح أحد بدون مدده ، واعلم أنّ الصّلاة هي السبيل إلى بلوغ هذا الهدف لأنّها معراج العارفين وسفر العاشقين ، وإذا وُفِّقت ووفِّقنا إلى أداء ركعة منها ، وإلى مشاهدة الأنوار المكنونة والأسرار المودعة فيها ـ ما أمكننا ذلك ـ فقد شممنا نفحةً من مراد أولياء اللّه ومقصودهم ، وتمثّلنا مشهدا لصلاة سيّد الأنبياء والعرفاء الّتي هي معراج له عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام . ومَنّ اللّه علينا وعليكم بهذه النعمة العظيمة» ۱ .
أجل ، لو اهتمّ العاملون المخلصون في النظام الإسلامي التوّاقون إلى سيادة القيم الإسلاميّة بمعطيات الصلاة وبركاتها كما هي أهله ، لما خصّصوا القسط الأكبر من ميزانيّة مواجهة الغزو الثقافي لإحياء الصلاة فحسب ، بل لأضافوا فقرة جديدة في ميزانيّة الحكومة لتعميم ثقافة هذه الفريضة البنّاءة المجهولة وتعميقها .
وستلاحظون في هذا الكتاب تبيينا مفصّلاً مأخوذا من القرآن والحديث عن دور الصلاة في بناء الفرد والمجتمع ؛ والنقطة الدقيقة والمهمّة جدّا هنا هي أنّ بناء الفرد مقدّمة لبناء المجتمع ، وأنّ أساس بناء الفرد ذكر اللّه تعالى كما قال أميرالمؤمنين عليه السلام : «أصلُ صلاحِ القلب اشتغالُه بذكر اللّه » ؛ ـ وهذا الكلام من غرر
كلامه عليه السلام ـ وجملة القول فيه أنّ الهدف الأعلى للإنسان هو لقاء اللّه ، وأنّ سرّ لقائه عشقه ومحبّته ، وأنّ مفتاح هذا السرّ ذكره سبحانه وتعالى ، والصلاة أكمل ذكر له .
پسرم، سعى كن كه به اين پيروزى دست يابى، يا دست كم به بعض مراحل آن. همّت كن و از هواهاى نفسانيه، كه حد و حصر ندارد، بكاه، و از خداى متعال جل و علا استمداد كن كه بى مدد او كس به جايى نرسد و نماز، اين معراج عارفان و سفر عاشقان، راه وصول به اين مقصد است. و اگر توفيق يابى و يابيم به تحقق يك ركعت آن و مشاهده انوار مكنون در آن و اسرار مرموز آن، ولو به قدر طاقت خويش، شمه اى از مقصد و مقصود اولياى خدا را استشمام نموديم، و دورنمايى از صلاة، معراج سيد انبيا و عرفاصلى الله عليه وآله را مشاهده كرديم، كه خداوند منان ما و شما را به اين نعمت بزرگ منت نهد.» ۲ آرى، اگر كارگزاران مخلص در حكومت اسلامى كه مشتاق حاكميت ارزش هاى اسلامى هستند به آثار و بركت هاى نماز آن گونه كه شايسته آن است، توجه مى داشتند، بخش بزرگى از بودجه مبارزه با تهاجم فرهنگى رابه زنده كردن نماز اختصاص مى دادند و بلكه رديف خاصّى را در بودجه عمومى كشور براى ترويج و تعميق فرهنگ نماز، اين فريضه سازنده ناشناخته، قرار مى دادند. در اين كتاب، تبيين گستره نقش نماز را در سازندگى فرد و جامعه كه از قرآن و حديث گرفته شده، خواهيد ديد. نكته دقيق و مهم در اين جا آن است كه سازندگى فرد، مقدمه سازندگى اجتماع است و پايه خودسازى، ياد خداوند متعال است، همان گونه كه امير مؤمنان فرموده است: «ريشه اصلاح دل، اشتغال آن به ياد خداست» كه از كلمات نغز آن حضرت است و جان كلام اين كه هدف نهايى انسان، ديدار خداست و رمز اين ديدار، عشق و محبّت او وكليد اين رمز، ذكر و ياد خداى سبحان متعال است و نماز كامل ترين ذكر است.