الحديث الثامن والتسعون
۰.عن عبد اللّه بن شرحبيل ، عن أبيه قال :. كنت جالسا بين يدي معاوية إذ دخل زيد بن أرقم ومعه رجل أسود ، قال : يا أمير المؤمنين ، هذا رجل بدويّ ومعه كتاب
من محمّد بن أبيبكر رضى الله عنه ، فأخذ معاوية وفتح وقرأ ، فضحك .
قلنا : يا أمير المؤمنين ، أيّ شيءٍ أضحكك؟
قال : هذا الذي كتب إليّ :
بسم اللّه الرحمن الرحيم
من محمّد بن أبي بكر إلى معاوية بن صخر : سلام على من سلّم لأمر اللّه ، وعلى من أسلم لأهل ولاية اللّه ، فإنّ اللّه عز و جل خلق خلقه بلا عبث ولا ضعف ولا حاجة ، لكن خلقهم عبيدا ، فمنهم شقيٌّ وسعيدٌ وغويٌّ ورشيدٌ . واصطفى محمّدا وانتجب عليّا ، وكان أوّل من أجاب ووافق وصدّق هو ، من دونك ودون أبيك وشيعتك وأنصارك ، وقد كفرت بما جاء به محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، وأسأت الصحبة استيلاءً على حقوق العترة عليهم السلام . والسلام .
فأجابه معاوية :
كتابي إلى الزاري على أبيه والرادّ [ عليه ] محمّد بن أبي بكر ، أتاني كتابك ، وفيه لي ولأبيك تعنيف .
كتبت تذكر فضل عليٍّ ، فالحمد لِلّهِ الذي صرف الفضل عنك وصيّره في غيرك وهو ابن عمّنا ، فإن كان ما نحن عليه حقّا فأبوك أوّله ، وإن يك باطلاً فأبوك أسّسه ، برأيه أخذنا ، وبهداه اقتدينا ، ولولا ما سبقنا إليه أبوك لسلّمنا إلى عليّ بن أبي طالب ، فعِبْ أباك ما بدا لك ، أو فدع . والسلام ۱ .