149
العقد النّضيد و الدّر الفريد

الحديث السادس والمائة

۰.عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، يرفعه إلى عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ عليه السلام ، عن أبيه عن جدّه :. أنّ بلال بن حمامة مولى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم أبى أن يبايع لأبي بكر ، وأنّ عمر بن الخطاب جاء حتّى أخذ بتلابيبه ۱ وقال : يا بلال ، هذا جزاء أبي بكر منك ؟! إنّه أعتقك ؛ لا تجيءُ تبايعه وتبطئُ عن بيعته!!
فقال بلال : إن كان إنّما أعتقني لِلّه عز و جل ، محتسبا باغيا في ذلك الخير ، فليدعني للذي أعتقني له ، وإن كان إنّما أعتقني لغير اللّه وأعتقني لنفسه ، فها أنا ذا !
وأمّا بيعته ، فما كنت لأُبايع أحدا لم يستخلفه رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم على أُمّته ولا يقدّمه ، إنّ اللّه يقول : «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِى»۲
. ولقد علمت يا أبا حفص أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم عقد لابن عمّه عليّ عقدا هو في أعناقنا إلى يوم القيامة ، وجعله مولانا من بعده (يوم الدوحات) ۳ ، فأيّنا يستطيع أن يبايع على مولاه ؟!
قال : فقال له عمر : فإن كنت غير فاعل فلا تقم معنا ، لا أُمَّ لك ! فقال بلال :

باللّه لا بأبي بكر نجوت ولو لا الله قامت على أوصالي الضبع
الله بوّأني خيرا وأكرمنيوإنّما الخير عند الله متّبع
لا تلفينّي تبوعا كلّ مبتدعفلست مبتدعا مثل الذي ابتدعوا
قال : وخرج بلال إلى شام فأقام بها إلى أن مات ولم يبايع أبا بكر ۴ .

1.«التلابيب : ما في موضع اللبب من الثياب ، ويعرف بالطوق» المعجم الوسيط : ۸۱۱ ، (ل.ب.ب).

2.الحجرات (۴۹) : ۱.

3.هو يوم الغدير.

4.بشارة المصطفى ـ طبعة النجف ـ : ۲۰۸ ، التعليقة.


العقد النّضيد و الدّر الفريد
148
  • نام منبع :
    العقد النّضيد و الدّر الفريد
    سایر پدیدآورندگان :
    الناطقي، علي اوسط
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1381
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 30609
صفحه از 243
پرینت  ارسال به