الحديث الرابع والعشرون والمائة
۰.وبإسناده عن ابن عباس والحسن والشعبي والسدي قالوا في حديث المباهلة :.
إنّ وفد نجران أتوا النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ، ثمّ تقدّم الأسقف فقال : يا أبا القاسم ، موسى من أبوه؟ فقال : «عمران» . قال : فيوسف من أبوه؟ قال : «يعقوب» . قال : فأنت من أبوك؟ قال : «عبد اللّه بن عبد المطلّب» . قال : فعيسى من أبوه؟
قال : فسكت النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ينتظر الوحي ، فهبط جبرئيل عليه السلامبهذه الآية : «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُو مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُو كُن فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ
فَلاَ تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ »۱
، فقال الأسقف : لا نَجدُ هذا فيما أُوحي إلينا ، فنزل : «فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِنم بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَـذِبِينَ»۲ .
قالوا : أنصفتنا يا أبا القاسم ، فمتى نباهلك؟
فقال: «غدا إن شاء اللّه » .
فانصرفوا وقالوا : انظروا إن خرج في عدّة من أصحابه فباهلوه فإنّه كذّاب ، وإن خرج في خاصّة من أهله فلا تباهلوه فإنّه نبيّ .
وقالت النصارى : واللّه ، إنّا لنعلم أ نّه النبيّ الذي كنّا ننتظره ، ولئن باهلناه لنهلكنّ ولا نرجع إلى أهل ولا مال .
[ و ] قالت اليهود والنصارى : فكيف نعمل؟ قال أبو الحارث الأسقف : رأيناه رجلاً كريما ؛ نغدو عليه فنسأله أن يقيلنا .
فلمّا أصبحوا بعث النبي صلى الله عليه و آله وسلم إلى أهل المدينة ومن حولها فلم تبقَ بكر لم تر الشمس إلاّ خرجت ، وخرج رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وعليّ بين يديه والحسن عن يمينه قابضا بيده ، والحسين عن شماله ، وفاطمة خلفه ، ثمّ قال : هلمّوا فهؤلاء أبناؤنا : الحسن والحسين ، وهؤلاء أنفسنا : لعليّ ونفسه ، وهذه نساؤنا : لفاطمة .
قال : فجعلوا يستترون بالأساطين ويستتر بعضهم ببعض ؛ تخوّفا أن يبدأهم بالملاعنة ، ثمّ أقبلوا حتّى بركوا بين يديه وقالوا : أقلنا أقالك اللّه يا أبا القاسم!
قال : «أقلتكم» وصالحوه على ألفي حلّة ۳ .