الحديث السابع
۰.عن عبد الرحمن بن عوف قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم :
«لمّا أُسري بي إلى السماءِ أُمِرَ بعَرْض الجنّة والنار عليَّ فرأيتها جميعا ، رأيت الجنّة وألوان نعيمها ، ورأيت النار وألوان عذابها ، فلمّا رجعت قال لي جبرئيل عليه السلام : هل قرأت يا رسول اللّه ما كان مكتوبا على أبواب الجنّة وما كان مكتوبا على أبواب النار؟ فقلت : لا يا جبرئيل . قال : إنّ للجنّة ثمانية أبواب ، على كلّ باب منها أربع كلمات ، كلّ كلمة خير من الدنيا وما فيها لمن تعلّمها واستعملها ، وإنّ للنار سبعة أبواب ، على كلّ باب منها ثلاثُ كلمات ، كلُّ كلمة خيرٌ من الدنيا وما فيها لمن تعلّمها وعرفها .
فقلت : يا جبرئيل، ارجع معي لأقرأها ، فرجع جبرئيل عليه السلام ، فقرأنا أبواب الجنّة ، فإذا على الباب الأوّل منها [ مكتوب ] : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، عليٌّ وليّ اللّه ، لكلّ شيءٍ حلية وحلية العيش أربع خصالٍ : القناعة ، ونبذ الحقد ، وترك الحسد ، ومجالسة أهل الخير .
وعلى الباب الثاني منها [ مكتوب ] : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، عليٌّ وليّاللّه ، لكلّ شيءٍ حلية وحلية السرور في الآخرة أربع خصال : مسح رؤوس اليتامى ، والتعطّف على الأرامل ، والسعي في حوائج المسلمين ، وتفقّد الفقراء والمساكين .
وعلى الباب الثالث مكتوب : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، عليٌّ وليّ اللّه ؛ لكلّ شيءٍ حلية وحلية الصحّة في الدنيا أربع خصال : قلّة الكلام ، وقلّة المنام ، وقلّة المشي ، وقلّة الطعام .
وعلى الباب الرابع منها مكتوب : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، عليٌّ وليّ اللّه ؛ من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم جاره ، من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليبرّ والديه ، من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت .
وعلى الباب الخامس منها مكتوب : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، عليٌّ وليّاللّه ؛ من أراد أن لا يُذَلَّ فلا يُذِلَّ ، من أراد أن لا يُشْتَمَ فلايَشْتِمْ ، من أراد أن لا يُظْلَمَ فلا يَظْلِمْ ، من أراد أن يستمسك بالعروة الوثقى في الدنيا [ والآخرة ] فليستمسك بقول : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، عليٌّ وليّ اللّه .
وعلى الباب السادس مكتوب : لا إله إلاّ اللّه ، محمّدٌ رسول اللّه ، عليٌّ وليّ اللّه ؛ من أحبّ أن يكون قبره واسعا فسيحا فلينَقِّ المساجد ، ومن أحبّ أن لا يأكله الديدان تحت الأرض فليكنس المساجد ، ومن أحبّ أن يبقى طريّا تحت الأرض ولا يبلى جسده فليشرِ بسط المساجد ، ومن أحبّ أن يرى موضعه من الجنّة قبل موته فليسكن المساجد .
وعلى الباب السابع منها مكتوب : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، عليٌّ وليّ اللّه ؛ بياض القلب في أربع خصال : عيادة المريض ، واتّباع الجنائز ، وشري الأكفان للموتى ، ودفع القرض .
وعلى الباب الثامن منها مكتوب : لا إله إلاّ اللّه ، محمّد رسول اللّه ، عليٌّ وليّ اللّه ؛
من أراد الدخول من هذه الأبواب الثمانية فليستمسك بأربع خصال : بالصدقة ، والسخاء ، وحسن الأخلاق ، وكفّ الأذى عن عباد اللّه .
ثمّ جئنا إلى أبواب جهنّم فإذا على الباب الأوّل مكتوب ثلاث كلمات : (لعن اللّه الكذّابين ، لعن اللّه الباخلين ، لعن اللّه الظالمين ) ۱ . من رجا اللّه سعد ، ومن خاف اللّه أمن ، والهالك المغرور من رجا سوى اللّه وخاف غيره .
وعلى الباب الثاني مكتوب ثلاث كلمات : من أراد أن لا يكون عريانا في القيامة فليكْسُ الجلود العارية في الدنيا ، ومن أراد أن لا يكون جائعا في الآخرة فليطعم البطون الجائعة في الدنيا ، ومن أراد أن لا يكون عطشانا في القيامة فليسْقِ العطاش في الدنيا .
وعلى الباب الثالث مكتوب ثلاث كلمات : لعن اللّه الكذّابين ۲ ، لعن اللّه الباخلين ، لعن اللّه الظالمين .
وعلى الباب الرابع منها مكتوب ثلاث كلمات : أذلّ اللّه من أهان الإسلام ، أذلّ اللّه من أهان أهل بيت نبيّ اللّه ، أذلّ ۳ اللّه من أعان الظالمين على ظلمهم المخلوقين .
وعلى الباب الخامس منها مكتوب ثلاث كلمات : لا تتّبع الهوى فإنّ الهوى مجانب الإيمان ، ولا تكثر منطقك فيما لا يعنيك فتسقط ۴ من رحمة ربّك ، ولا تكن عونا للظالمين فإنّ الجنّة لم تخلق للظالمين .
وعلى الباب السادس مكتوب : أنا حرام على المجتهدين ۵ ، أنا حرام على المتصدّقين ، أنا حرام على الصائمين .
وعلى الباب السابع مكتوب ثلاث كلمات : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، ووبّخوا أنفسكم قبل أن توبّخوا ، وادعوا اللّه عز و جل قبل أن تُرَدّوا عليه، ولا تقدرون على ذلك» ۶ .
1.ما بين القوسين زائدة ، لأنّها كرّرت في الفقرة الثالثة الآتية.
2.في بعض المصادر : «الكاذبين».
3.في الفضائل : «لعن اللّه ».
4.في الفضائل : «فتقنط».
5.في الفضائل : «المتهجدين».
6.رواه في الفضائل : ۱۵۰ ، شاذان بن جبرئيل عن ابن مسعود ، بتفاوت في أوّل الحديث ، ورواه الحمويني في فرائد السمطين ۱ : ۲۳۸ ـ ۲۴۱/۱۸۶ الباب السابع والأربعون ؛ أربعون حديثا لابن أبي الفوارس ، الحديث الثاني والعشرون ، و بحار الأنوار ۸ : ۱۴۴ / ۶۷.