الحديث السادس عشر
۰.عن أنس بن مالك ـ مرسلاً ـ عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال :«ليلة أسرى بي ربّي عز و جل رأيت في بطنان العرش ملكا بيده سيف من نور يلعب به كما يلعب عليّ بن أبي طالب بذي الفقار ، وأنّ الملائكة إذا اشتاقوا إلى عليّ بن أبي طالب نظروا إلى وجه ذلك الملك ، فقلت : يا ربّ، هذا أخي عليّ بن أبي طالب وابن عمّي؟ فقال : يا محمّد ، هذا ملك خلقته على صورة عليّ يعبدني في بطنان عرشي ، تكتب حسناته وتسبيحه وتقديسه لعليّ بن أبي طالب عليه السلام إلى يوم القيامة» ۱ .
الحديث السابع عشر
۰.عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال :[ لمّا ] خرج عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلاممن نيسابور إلى المأمون فبلغ قرب قرية الحمراء ، قيل له : يا بن رسول اللّه ، قد زالت الشمس أَوَلا تصلّي؟ فنزل عليه السلامفقال : «ائتوني بماءٍ؟» فقيل : ما مَعَنا ماءٌ ، فبحث[ عليه السلام ] بيده الأرض فنبع منها الماء فتوضّأ به هو ومن معه . وأثره باقٍ إلى اليوم .
فلمّا دخل سناباذ [ استَنَد ] إلى الجبل الذي ينحت منه القدور ، فقال : «اللهمّ انفع به، وبارك فيما يُجعل فيه وفيما يُنحت منه». ثمّ أمر عليه السلام فَنُحِتَ له قُدُور من الجَبَل وقال : «لا يُطبَخ ما آكله إلاّ فيها». وكان عليه السلام خفيفَ الأكل ، قليلَ الطعام ، فاهتدى الناس
إليه من ذلك اليوم ، وظهرت بركة دعائه[ عليه السلام ] فيه .
ثمّ دخل دار حميد بن قحطَبَة الطائيّ ، ودخل القُبَّةَ التي فيها قبر هارون الرشيد ، ثمّ خطَّ بيده إلى جانبه، ثمّ قال : «هذه تربتي وفيها أُدفَنُ ، وسيجعل اللّه هذا المكان مُختَلَفَ شيعتي وأهل محبّتي ، واللّه ما زارني منهم زائر ولا يُسَلِّمُ عليَّ [ منهم ]مُسَلِّمٌ إلاّ أوجب اللّه له غفرانه ورحمته وشفاعتنا أهل البيت» .
ثمّ استقبل القبلة فصلّى أربع ركعات ودعا بدعوات ، فلمّا فرغ سجد سجدة طال مكثه فيها ، فأحصينا له فيها خمسمائة تسبيحة ، ثمّ انصرف عليه السلام ۲ .