الحديث التاسع والأربعون
۰.عن جابر بن عبد اللّه عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال :«خرجت أنا ورسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى صحراء المدينة ، فلمّا صرنا في الحدائق بين النخل صاحت نخلة بنخلة : «هذا النبيُّ المصطفى وذا عليّ المرتضى» ، ثمّ صاحت ثالثة برابعة : «هذا موسى وذا هارون» ثمّ صاحت خامسة بسادسة : «هذا خاتم النبيّين ، وذا خاتم الوصيّين» فنظر [ إليَّ ] رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم متبسّما ، فقال : يا أبا الحسن ، أَمَا تسمع؟ قلت : بلى يا رسول اللّه ، قال : ما تُسمِّي هذا النخيل ، قلت : اللّه ورسوله أعلم ، قال : نُسَمِّيهِ الصَّيْحانيّ؛ فقد صاحت بفضلي وفضلك [ يا علي ]» ۱ .
الحديث الخمسون
۰.ذكر أخطب خوارزم في فضائل عليّ :عن علقمة بن قيس والأسود بن يزيد
قالا : أتينا أبا أيّوب الأنصاري فقلنا له : يا أبا أيّوب ، إنّ اللّه أكرمك بنبيّه صلى الله عليه و آله وسلم إذ أوحى إلى راحلته فبركت على باب دارك، وكان رسول اللّه [ صلى الله عليه و آله وسلم ] ضيفا لك فضيلة من اللّه فضّلك بها ، فأخبرنا بمخرجك مع عليٍّ تقاتل أهل لا إله إلا اللّه ؟
فقال أبو أيّوب : فإنّي أُقسم لكما باللّه لقد كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم معي في هذا البيت الذي أنتما فيه ، وما في البيت غير رسول اللّه [ صلى الله عليه و آله وسلم ] وعليّ جالس عن يمينه [ وأنا عن يساره ] وأنس [ بن مالك ] قائم بين يديه ، إذ حرّك الباب ، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم :
«يا أنس ، انظر من في الباب» فنظر ثمّ رجع فقال : يا رسول اللّه ، هذا عمّار بن ياسر ، فقال النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم : «افتح لعمّار الطيّب المطيّب» ففتح أنس الباب ودخل عمّار فسلّم على النبيّ ، فرَحّب به ثمّ قال :
«يا عمّار ، إنّه سيكون في أُمّتي من بعدي هنات حتّى يختلف السيف فيما بينهم ، وحتّى يقتل بعضهم بعضا، وحتّى يبرأ بعضهم من بعض ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا [ الأصلع ] ـ يعني عليّ بن أبي طالب ـ فإن سلك الناس كلّهم واديا وسلك عليّ واديا فاسلك وادي عليّ وخلِّ عن الناس ، يا عمّار ، إنّ عليّا لا يَرُدُّك عن هدى ولا يدلّك على ردى ، يا عمّار ، طاعة عليٍّ كطاعتي وطاعتي كطاعة اللّه ». ۲