255
مكاتيب الأئمّة جلد1

مكاتيب الأئمّة جلد1
254

في الصَّلاة والوضوء :

۰.انظرْ يا مُحَمَّد ُ ، صلاتَكَ كَيفَ تُصلِّيها ، فَإنّما أنتَ إمامٌ يَنبَغِي لَكَ أن تُتِمَّها وأن
تَحفَظَها بالأرْكانِ، ولا تُخَفّفها، وأن تُصلّيها لِوَقتِها ، فإنَّه ليسَ مِن إمامٍ يُصَلّي بِقَومٍ فَيَكونُ في صَلاتِهِم نَقصٌ إلاَّ كانَ إثْمُ ذلِكَ علَيهِ ، ولا يُنقِصُ ذلك مِن صَلاتِهِم شَيئا .
ثُمَّ الوضوءُ ، فإنَّهُ مِن تَمامِ الصَّلاةِ ، اغسل كَفّيك ثَلاثَ مرّاتٍ ، وتَمضْمَضْ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، واستَنْشِقْ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، واغسِلْ وجهَكَ ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ يدَكَ اليُمنى ثَلاثَ مرّاتٍ إلى المِرفَقِ ، ثُمَّ يَدَكَ الشِّمالَ ثَلاثَ مَرّاتٍ إلى المِرفَقِ ، ثُمَّ امسح رأسَكَ ، ثُمَّ اغسل رجلَكَ اليُمنى ثَلاثَ مَرّاتٍ ، ثُمَّ اغسِلْ رِجلَكَ اليُسرى ثَلاثَ مَرّاتٍ ، فَإنِّي رأيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله هكذا كان يَتَوضَّأُ ، قال النَّبي صلى الله عليه و آله : الوُضوءُ نِصفُ الإيمانِ .
انظر صَلاةَ الظُّهرِ فَصَلِّها لِوَقتِها ، لا تَعجَلْ بِها عَنِ الوَقتِ لِفَراغٍ ، ولا تُوّرها عَنِ الوَقتِ لِشُغلٍ ، فَإنَّ رَجُلاً جاءَ إلى رسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَسأَلَهُ عَن وَقتِ الصَّلاةِ ، فَقالَ صلى الله عليه و آله : أتانِي جَبرئيل ُ فأرانِي وَقتَ الصَّلاةِ ، فصلّى الظُّهر حِينَ زَالَتِ الشَّمسُ ، ثُمَّ صَلَّى العَصرَ ، وهي بيضاءُ نَقِيَّةٌ ، ثُمَّ صَلَّى المَغرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمسُ ، ثُمَّ صلَّى العِشاءَ حِينَ غابَ الشَّفَقُ ، ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ فأَغلَسَ ۱ بهِ والنُّجوم مُشتبِكَةٌ ، كان النَّبي صلى الله عليه و آله كذا يُصَلّي قَبلَكَ ، فإن استطَعتَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه ِ أنْ تَلتَزِمَ السُّنَّةَ المَعرُوفَةَ ، وتَسلُكَ الطَّرِيقَ الواضِحَ الَّذي أخَذُوا ؛ فافعَلْ ، لَعَلَّكَ تَقدِمُ علَيهِم غدا .
ثُمَّ انظر رُكوعَكَ وسُجُودَكَ ، فإنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه و آله كان أتمَّ النَّاسِ صَلاةً ، وأحفَظهُم لَها ، وكانَ إذا رَكَعَ قال : سُبحانَ ربِّيَ العَظِيمَ وبِحَمدِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، وإذا رَفَعَ صُلبَهُ قالَ : سَمِعَ اللّه ُ لِمَن حَمِدَهُ ؛ اللَّهمَّ لَكَ الحَمدُ ، مِل ءَ سَماواتِكَ ومِل ءَ أرضِكَ ومل ءَ ما شِئتَ مِن شيءٍ ؛ فإذا سجَدَ قالَ : سُبحانَ رَبِّي الأعلَى وبِحَمْدِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ .
اعلَمْ يا مُحَمَّد ُ ، أنَّ كُلَّ شيءٍ مِن عَمَلِكَ يَتبَعُ صلاتَكَ ، واعلَم أنَّ مَن ضَيَّعَ الصَّلاةَ
فهُو لِغَيرِها أضيَعُ ، أسألُ اللّه َ الَّذي يَرى ولا يُرَى وهُو بالمَنْظَرِ الأعلَى أنْ يجعَلَنا وإيَّاكَ مِمَّنْ يُحِبُّ ويَرضى حَتَّى يَبعَثَنا وإيَّاكُم علَى شُكرِهِ ، وذِكرِهِ ، وحُسنِ عِبادَتِهِ ، وأداءِ حَقِّهِ ، وعلَى كُلِّ شيءٍ اختارَهُ لنا مِن دُنيانا ودِينِنا وأُولانا وأُخرانا ، جَعَلَنا اللّه ُ وإيَّاكم مِنَ المُتَّقِينَ الَّذين « لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاَ هُمْ يَحْزَنُون َ »۲
.

1.في النهاية : أنَّه كان يصلّي الصبح بغلس ؛ والغلس ظلمة آخر اللَّيل إذا اختلطت بضوء الصَّباح ، ومنه حديث الإفاضة : كنَّا نغلس من جمع إلى مِنى ، أي نسير إليها في ذلِكَ الوقتِ ، وقد غلَسَ يَغلِسُ تَغليسا .

2.يونس: ۶۲ .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة جلد1
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    7
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1384
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 226613
صفحه از 568
پرینت  ارسال به