62
كتابه عليه السلام إلى معاوية
۰.روى العلاّمة المجلسي رحمه الله في البحار ، عن تاريخ ابن أعثَم الكوفي كتابا ، أظنُّ كونه جملاً مختصرة من كتابه عليه السلام إلى معاوية مع أخي خولان المتقدّم ذكره ، ولكن حيث كان معاوية الَّذي هذا الكتاب جوابه مخالف للكتاب الَّذي جاء به أخو خولان ، أحببنا ايراده هنا أوَّلاً ، ثُمَّ ايراد كتاب معاوية .
نصّ كتاب أمير المؤمنين عليه السلام :« أمَّا بعدُ ؛ فإنَّه أتاني كِتابُكَ تذكر فيهِ حسدي للخُلفاء ِ وإبطائي عَليهِم ، والنَّكيرِ
لأمرِهم ، فلستُ أعتَذِرُ مِن ذلِكَ إليكَ ولا إلى غَيرِكَ ، وذلِكَ أنَّه لمَّا قُبِضَ النبيُّ صلى الله عليه و آله ، واختلف الأُمَّة ، قالَت قريش ُ : مِنَّا الأميرُ ، وقالت الأنصار : بل منَّا الأميرُ ؛ فقالَت قُريشٌ : مُحمَّدٌ صلى الله عليه و آله مِنَّا ونَحنُ أحَقُّ بالأمرِ مِنكُم فسلّمت الأنصارُ لِقُريشٍ الولايةَ والسُّلطانَ ، فإنَّما تَستحِقُّها قريشٌ بِمحمَّدٍ صلى الله عليه و آله دُونَ الأنصارِ ، فَنحنُ ـ أهلَ البَيت ِ ـ أحقُّ بِهذا الأمرِ مِن غَيرِنا ـ إلى قوله عليه السلام ـ وقَدْ كانَ أبوكَ أبو سُفْيَان َ جاءَني في الوَقتِ الَّذي بايَعَ النَّاسُ فيه أبا بَكر ٍ ، فقال لِي : أنتَ أحقُّ بِهذا الأمرِ من غَيرِكَ ، وأنا يدُكَ علَى مَن خالَفَكَ ، وإن شِئتَ لأملأنَّ المَدينَة َ خَيلاً ورَجلاً على ابنِ أبي قُحافة َ ، فلَمْ أقبَلْ ذلِكَ ، واللّه ُ يعلَمُ أنَّ أباكَ قد فَعَلَ ذلِكَ ، فَكُنتُ أنا الَّذي أبَيتُ عَليهِ مَخافَةَ الفُرقَةِ بينَ أهلِ الإسلامِ ، فإنْ تَعرِفْ مِن حَقِّي ما كانَ أبوكَ يَعرِفُهُ لِي فَقَد أصبْتَ رُشدَكَ ، وإنْ أبيتَ فَها أنا قاصِدٌ إليك ، والسَّلام . » ۱