94
كتابه عليه السلام إلى جَرِير بن عبْد اللّه
۰.من كتاب له عليه السلام إلى جَرِير بن عبد اللّه البَجَلِيّ ، لمَّا أرسَلهُ إلى معاوية :« أَمَّا بَعْدُ ، فَإذَا أَتَاكَ كِتَابِي فَاحْمِلْ مُعَاوِيَةَ علَى الْفَصْلِ ، وخُذْهُ بِالأَمْرِ الْجَزْمِ ، ثُمَّ خَيِّرْهُ بَيْنَ حَرْبٍ مُجْلِيَةٍ ، أَوْ سِلْمٍ مُخْزِيَةٍ ، فَإِنِ اخْتَارَ الْحَرْبَ فَانْبِذْ إِلَيْهِ ، وإِنِ اخْتَارَ السِّلْمَ فَخُذْ بَيْعَتَهُ ، والسَّلامُ » . ۱
95
كتابه عليه السلام إلى معاوية
۰.قال معاوية في رسالةٍ كتبها إلى أمير المؤمنين عليه السلام :
أمَّا بَعْدُ ، فإنَّكَ المطبوعُ علَى قلبِكَ ، المُغَطَّى على بَصرِكَ ؛ الشَّرُّ من شِيمَتِكَ ،
والعُتُوُّ مِن خَليْقَتِكَ ، فشمِّر للحرب ، واصْبِر للضَّربِ ، فواللّه لِيَرْجِعَنَّ الأمرُ إلى ما عَلِمْتَ ، والعاقبةُ للمتّقين .
هيهاتَ هيهاتَ ، أخطأكَ ما تَمنَّى ، وهَوَى قَلبُكَ فِيما هَوَى ، فأرْبَعْ على ظِلْعِك ، وقِسْ شِبْرَك بِفِترِكَ ، تَعلم أيْنَ حالُكَ مِن حالِ مَن تَزِنُ الجبالَ حِلمُهُ ، ويَفصِل بيْنَ أهلِ الشَّكِّ عِلمُه ، والسَّلام .
فكتب إليه أمير المؤمنين عليه السلام :« أمَّا بَعْدُ ، يا ابنَ صَخْرٍ ، يا ابنَ اللَّعينِ ، يَزِنُ الجِبالَ فيْما زَعَمْتَ حِلمُكَ ، ويَفْصِلُ بَيْنَ أهْلِ الشَّكِّ عِلمُكَ ، وأنْتَ الجاهِلُ القَليلُ الفِقْهِ ، المُتَفاوِتُ العَقلِ ، الشَّارِدُ عَنِ الدِّينِ .
وقُلتَ : فشَمِّر للحربِ ، واصْبِرْ ، فإنْ كنْتَ صادِقا فيْما تَزعُمُ ويُعينُك عَلَيْهِ ابنُ النَّابِغَة ِ ، فدَعِ النَّاسَ جانبِا ، وأعْفِ الفَريْقَينِ مِنَ القِتالِ ، وابرُزْ إليَّ لِتَعلَمَ أيُّنا المَرِينُ علَى قلْبهِ ، المُغَطَّى علَى بصَرِهِ ، فأنَا أبو الحَسَن ِ حقَّا ، قاتِلُ أخيكَ وخالِكَ وجدِّكَ شَدْخا يَوْمَ بَدْر ٍ ، وَذلِكَ السَّيفُ معي ، وبِذَلِكَ القلبِ ألْقَى عَدُوِّي » . ۲