126
كتابه عليه السلام إلى أبي موسى الأشْعَرِيّ
۰.من كتاب له عليه السلام إلى أبي موسى الأشْعَرِيّ جَوابا في أمْر الحَكَمَين ، ذكره سَعِيد بن يَحْيَى الأمَوي في كتاب المَغازيّ :« فَإِنَّ النَّاس قَدْ تَغَيَّرَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ عَنْ كَثِيرٍ مِن حَظِّهِمْ ، فَمَالُوا مَعَ الدُّنيا ونَطَقُوا
بِالْهَوَى ، وإِنِّي نَزَلْتُ مِن هَذَا الأَمْرِ مَنْزِلا مُعْجِبا ، اجْتَمَعَ بِهِ أَقْوَامٌ أَعْجَبَتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ ، وأَنَا أُدَاوِي مِنْهُمْ قَرْحا أَخَافُ أَنْ يَكُونَ عَلَقا ، ولَيْسَ رَجُلٌ ـ فَاعْلَمْ ـ أَحْرَصَ عَلَى جَمَاعَةِ أُمَّةِ محمَّد صلى الله عليه و آله وأُلْفَتِهَا مِنِّي ، أَبْتَغِي بِذَلِك حُسْنَ الثَّوَابِ ، وكَرَمَ الْمَآبِ ، وسَأَفِي بِالَّذِي وَأَيْتُ عَلَى نَفْسِي ، وإِنْ تَغَيَّرْتَ عَنْ صَالِحِ مَا فَارَقْتَنِي علَيْه ، فإنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ نَفْعَ مَا أُوتِيَ مِنَ الْعَقْلِ والتَّجْرِبَةِ ، وإِنِّي لأَعْبَدُ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ بِبَاطِلٍ ، وأَنْ أُفْسِدَ أَمْرا قَدْ أَصْلَحَهُ اللّه ، فَدَعْ مَا لا تَعْرِفُ ، فإنَّ شِرَارَ النَّاس طَائِرُونَ إِلَيْك بِأَقَاوِيلِ السُّوءِ ، والسَّلامُ » . ۱