۰.منهج الإسلام في إيجاد التآلف والمحبّة
لأجل أن يتنعّم المجتمع بحلاوة المحبّة وبركاتها ، ويبقى مصونا من مخاطر العداوة وآفاتها ، لم يكتف الإسلام بالمواعظ والإرشادات الأخلاقيّة ، وإنّما وضع منهجا لغرض إيجاد التآلف والمحبّة وللحيلولة دون تفشّي العداوة والبغضاء .
لقد اعتبر الإسلام كلّ ما يزرع المحبّة في قلوب الناس أمرا واجبا أو مستحبّا ، وجعل كلّ ما يُفضي بهم إلى العداوة والتباغض حراما أو مكروها ، پوما جاء في القسم الأوّل من هذا الكتاب حول أسباب المحبّة وآدابها وحقوقها يمثّل في الحقيقة منهج الإسلام الهادف إلى خلق أواصر المحبّة بين الناس وتوطيد عُراها ، وما اُدرج فيه بشأن موانع المحبّة وعوامل البغضاء يعكس منهاج الإسلام العملي للوقاية من مخاطر العداوة .
حقّ اختيار الصديق
إنّ الإشكالات التي يمكن إثارتها في ما يخصّ بتنظيم شؤون المجتمع القائم على المحبّة ، هي أنّه هل يبيح الإسلام للإنسان مصادقة من يشاء ؟ وهل يجيز له مدَّ جسور المحبّة حتى مع المبتلين بانحرافات عقائديّة وأخلاقيّة وعمليّة ؟ وإن كان لا يبيح للإنسان