الثقافيّة والاجتماعيّة ، بل تماما على العكس من ذلك ، فالإسلام يروم من خلال مكافحته لهذه الأمراض ، بناء مجتمع لا يسوده سوى عنصر المحبّة ، وما لم يتحقّق مثل هذا المجتمع ، لا يجد الإنسان أمامه من سبيل سوى سبيل الاختيار السليم في معاشرة الآخرين .
دور المحبّة في مصير الإنسان
يرى الإسلام أنّ للمحبّة صلة وثيقة بمصير الإنسان ، فحبّ الجمال الحقيقي يسمو بالإنسان إلى قمّة التكامل ، وحبّه للجمال الخادع الزائف ينتهي به إلى العمى والصمم ، ويسلبه حقّ الاختيار إلى الحدّ الذي يهبط به إلى أسفل السافلين ، ولهذا السبب يتّضح أنّ اختيار الصديق في ضوء التمييز بين الصديق الحقيقي والصديق الزائف ، أمر ضروري لبلوغ مرحلة المجتمع الإنساني والإسلامي المثالي ، ولقادة الإسلام الأكابر تعليمات في هذا الصدد بالغة الأهميّة ، يمكن الرجوع إليها في الفصل الخامس والسابع والتاسع من القسم الأوّل من هذا الكتاب .