۱۶۴۷.جامع الأخبار عن عبداللَّه بن مسعود : إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله مَرَّ بِقَومٍ يَلعَبونَ بِالشِّطرَنجِ ، فقال : (مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِى أَنتُمْ لَهَا عَكِفُونَ)۱ .۲
4 / 17
ما يُفَسِّرُ البُطونِ
۱۶۴۸.الكافي عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي : كُنتُ جالِساً في مَسجِدِ الرَّسولِ صلى اللَّه عليه و آله إذا أقبَلَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ ، فَقالَ : مَن أنتَ يا عَبدَاللَّهِ؟ قُلتُ : رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفَةِ ، فَقُلتُ : ما حاجَتُكَ؟ فقالَ لي : أتَعرِفُ أبا جَعفَرٍ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ عليه السلام؟ فَقُلتُ : نَعَم ، فَما حاجَتُكَ إلَيهِ؟ قالَ : هَيَّأتُ لَهُ أربَعينَ مَسأَلَةً أسأَلُهُ عَنها ، فَما كانَ مِن حَقٍّ أخَذتُهُ وما كان مِن باطِلٍ تَركتُهُ .
قالَ أبو حَمزَةَ : فَقُلتُ لَهُ : هَل تَعرِفُ ما بَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ؟ قالَ : نَعَم ، فَقُلتُ لَهُ : فما حاجَتُكَ إلَيهِ إذا كُنتَ تَعرِفُ مابَينَ الحَقِّ وَالباطِلِ؟ فَقالَ لي : يا أهلَ الكوفَةِ أنتُم قَومٌ ما تُطاقونَ ، إذا رَأَيتَ أبا جَعفَرٍ عليه السلام فَأَخبِرني .
فَمَا انقَطَعَ كَلامي مَعَهُ حَتّى أقبَلَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام ، وحَولَهُ أهلُ خُراسانَ وغَيرُهُم يَسأَلونَهُ عَن مَناسِكِ الحَجِّ ، فَمَضى حَتّى جَلَسَ مَجلِسَهُ وجَلَسَ الرَّجُلُ قَريباً مِنهُ .
قالَ أبو حَمزَةَ : فَجَلَستُ حَيثُ أسمَعُ الكَلامَ وحَولَهُ عالَمٌ مِنَ النّاسِ ، فَلَمّا قَضى حَوائِجَهُم وَانصَرَفُوا التَفَتَ إلَى الرَّجُلِ فَقالَ لَهُ : مَن أنتَ؟ قالَ : أنا قَتادَةُ بنُ دِعامَةَ البَصرِيُّ ، فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : أنتَ فَقيهُ أهلِ البَصرَةِ؟ قالَ : نَعَم .
فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : وَيحَكَ يا قَتادَةُ! إنَّ اللَّهَ جَلَّ وعَزَّ خَلَقَ خَلقاً مِن خَلقِهِ فَجَعَلَهُم حُجَجاً عَلى خَلقِهِ فَهُم أوتادٌ في أرضِهِ ، قُوّامٌ بِأَمرِهِ ، نُجَباءُ في عِلمِهِ ، اصطَفاهُم قَبلَ خَلقِهِ ، أظِلَّةً عَن يَمينِ عَرشِهِ .
قالَ : فَسَكَتَ قَتادَةُ طَويلاً ثُمَّ قالَ : أصلَحَكَ اللَّهُ ، وَاللَّهِ لَقَد جَلَستُ بَينَ يَدَيِ الفُقَهاءِ وقُدّامَ ابنِ عَبّاسٍ فَما اضطَرَبَ قَلبي قُدّامَ واحِدٍ مِنهُم مَا اضطَرَبَ قُدّامَكَ!
قالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : وَيحَكَ! أتَدري أينَ أنتَ؟ أنتَ بَينَ يَدَي (بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْأَصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تَجَرَةٌ وَ لَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلَوةِ وَ إِيتَآءِ الزَّكَوةِ)۳ فَأَنتَ ثَمَّ ونَحنُ اُولئِكَ ، فَقالَ لَهُ قَتادَةُ : صَدَقتَ وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِداكَ ، وَاللَّهُ ، ماهِيَ بُيوتُ حِجارَةٍ ولا طينٍ .
قالَ قَتادَةُ : فَأَخبِرني عَنِ الجُبُنِّ . قالَ : فَتَبَسَّمَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : رَجَعَت مَسائِلُكَ إلى هذا؟! قالَ : ضَلَّت عَلَيَّ . فَقالَ : لا بَأسَ بِهِ . فَقالَ : إنَّهُ رُبَّما جُعِلَت فيهِ إنفَحَةُ۴ المَيِّتِ ، قالَ : لَيسَ بِها بَأسٌ ؛ إنَّ الإِنفَحَةَ لَيسَ لَها عُروقٌ ولا فيها دَمٌ ولا لَها عَظمٌ ، إنَّما تَخرُجُ مِن بَينِ فَرثٍ ودَمٍ .
ثُمَّ قالَ : وإنَّمَا الإِنفَحَةُ بِمَنزِلَةِ دَجاجَةٍ ميتَةٍ اُخرِجَت مِنها بيضَةٌ ، فَهَل تُؤكَلُ تِلكَ البيضَةُ؟ فَقالَ قَتادَةُ : لا ، ولا آمُرُ بِأَكلِها . فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : ولِمَ؟ فَقالَ : لِأَنَّها مِنَ الميتَةِ ، قالَ لَهُ : فَإِن حُضِنَت تِلكَ البيضَةُ فَخَرَجَت مِنها دَجاجَةٌ أتَأكُلُها؟ قالَ : نَعَم ، قالَ : فَما حَرَّمَ عَلَيكَ البيضَةَ وحَلَّلَ لَكَ الدَّجاجَةَ؟ ثُمَّ قالَ عليه السلام : فَكَذلِكَ الإِنفَحَةُ مِثلُ البيضَةِ ، فَاشتَرِ الجُبُنَّ مِن أسواقِ المُسلِمينَ مِن أيدِي المُصَلّينَ ولا تَسأَل عَنهُ ، إلّا أن يَأتِيَكَ مَن يُخبِرُكَ عَنهُ .۵
1.الأنبياء : ۵۲ .
2.جامع الأخبار : ص ۴۳۱ ح ۱۲۰۴ ، مجمع البيان : ج ۷ ص ۸۳ عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام عليّ عليه السلام من دون إسنادٍ إليه صلى اللَّه عليه و آله ، عوالي الآلي : ج ۱ ص ۲۴۳ ح ۱۶۶ ، بحار الأنوار : ج ۷۹ ص ۲۳۶ ح ۲۳ ؛ السنن الكبرى : ج ۱۰ ص ۳۵۸ ح ۲۰۹۲۹ عن ميسرة بن حبيب عن الإمام عليّ عليه السلام من دون إسناد إليه صلى اللَّه عليه و آله ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۶ ص ۱۹۲ ح ۱ عن مسيرة من دون إسناد إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، كنز العمّال : ج ۱۵ ص ۲۲۵ ح ۴۰۶۸۵ .
3.النور : ۳۶ و ۳۷ .
4.إنفحة الجدي : هي شيء يخرج من بطن الجدي أصفر ، فيغلظ كالجبن (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۸۰۸ «نفح») .
5.الكافي: ج۶ ص۲۵۶ ح۱، إرشاد القلوب: ص۴۲۳ وليس فيه صدره إلى«أنتم قوم ماتطاقون» وليس ذيله من «ماهي بيوت حجارة ولا طين» ، فقه القرآن : ج ۲ ص ۲۸۶ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج۱۰ ص۱۵۴ ح۴ .