12
کتاب «النقض» والاعتدال الديني

رضا بابايي ^۱

يعرض النصّ الذي بين أيديكم إشارات إلى بعض عبارات كتاب «النقض» ذات الدلالة الواضحة على الاعتدال الديني والفكر الاُصولي للمؤلّف. يتّضح منذ البداية أنّ هذا الاعتدال الذي يغلب على الكتاب لم يأتِ نتيجة للتقية والمماشاة. فمؤلّف الكتاب يدافع دفاعاً مستميتاً عن اُصول المذهب الشيعي الاثني عشري. وأمّا ما كان يُعتبر في زمانه من التعاليم الشيعية ثمّ اُدخلت عليها إضافات في القرون اللاحقة، فلا يعتبرها من اُصول المذهب الشيعي ولا من فروعه. وهو يلقي باللائمة في حصول هذه البدع على الحشوية والغلاة. وعلى

من معتقدات الشيعة؛ وذلك لأنّهم على مذهب أهل العدل وإقرار التوحيد، وبعيدين عن معتقدات الجبر والتشبيه وغيرها من المعتقدات الباطلة، كما أنّهم يحبّون الأئمّة عليهم السلام وينقلون عنهم كرامات ويعتبرونها دليلاً على فضيلتهم، بل ويُظنّ أيضاً أنّ البعض منهم شيعة.
والنتيجة المستفادة من ذلك هي أنّه بالرغم من المنطلق الأصلي للتصوّف هم أهل السنّة، إلّا أنّ المتصوّفة الحقيقيين، بسبب ما يتّصفون به من صفاء الباطن والوصول إلى الكثير من الحقائق، يقتربون جدّاً إلى مذهب الحقّ، ولذلك يحبّهم الشيعة؛ إذاً فهناك ترابط وثيق بين التشيّع والتصوّف. كما أنّه في المقابل يشير إلى من ينتحلون التصوّف ويعتبرهم بعيدين تماماً عن سنّة النبيّ صلي الله عليه و آله ، وليست لهم أيّة صلة بالتشيّع.
الألفاظ المفتاحية: التصوّف، المتصوّفة، الشيعة، الرافضي، الزاهد و العابد، الطريقة.