وإطاعة الخليفة العبّاسي والالتزام بالمذهب الشافعي. وفي الوقت ذاته يشير المؤرّخون والباحثون في مجال الحضارة والثقافة إلى الدور الكبير للسلاجقة في إيجاد «المدرسة» (وبالنتيجة دورهم في تاريخ المؤسّسات التعليمية في الحضارة الإسلامية).
وفي هذا المضمار يعتبرون جهود هؤلاء الحكّام السنّة، لمجابهة المراكز العلمية للشيعة (دور العلم، ودور الكتب لآل بويه وللفاطميين في مصر)، وكذلك اهتمامهم بتعويض الخسائر التي سبّبوها للعلم وأهله، ويعتبرون ذلك عاملاً مؤثّراً بل وأساسياً، ولكن عند إلقاء نظرة على كتاب «النقض» يُلاحظ أنّ مؤلّفه يتحاشى إلى أقصى حدٍّ ممكن ـ عند ذكره لمؤلّفات ومفاخر الشيعة ـ ذكر أسماء المكتبات ودور العلم الشيعية التي اُحرقت ودُمّرت. وعوضاً عن ذلك نراه يركّز على ذكر مؤسّسي هذه المراكز العلمية، ويحاول بذكاء تسليط الضوء على ما قاموا به من خدمات اجتماعية عامّة، مع ذكر ما كانوا يتّصفون به من دراية وحسن تدبير، ومن سياسة حكيمة وإدارة لشؤون حياة الناس. وهو في هذا المجال يُعطي الأولوية لشقّ الطرق والأنهر وبناء الجسور والقنوات والمستشفيات، وعقد مجالس المناظرة وغير ذلك من الأعمال، ويقدّمها على