ومن جملة الشواهد والأدلّة التي تقلّل من أهمّية الفكرة السائدة في التضادّ بين المدارس ودور العلم، وتؤيّد تحليل عبد الجليل الرازي في كتاب «النقض»، هو وجود دور علم سُنيّة مثل: دار العلم ابن سِوار في البصرة في عهد البويهيين، ودار العلم مارستاني في بغداد بعد عصر البويهيين، وكذلك وجود مدارس شيعية متعدّدة في قم والريّ في العصر السلجوقي.
بالإضافة إلى ذلك نلاحظ أنّ عبد الجليل يثني على ما حصل في العصر السلجوقي من تحويل المراكز العلمية والمكتبات إلى موقوفات ومؤسّسات عامّة ـ وهو ما يُعتبر تحوّلاً إيجابياً في حقل التعليم ـ وكذلك اهتمام السلاجقة بجمع واستنساخ ما كان في دور العلم السابقة من الكتب؛ وهو بذلك يشير ضمنياً إلى أنّ الميراث العلمي للعصر البويهي بقي محفوظاً على حاله، وأنّ السياسيين من الوزراء ورجال الديوان السلاجقة قد أخرجوها ونقلوها إلى مكتبات المدارس التي تأسّست بعدها وجعلوها وقفاً.