الكتاب وسعاً في صدّ الهجومات المختلفة التي كان يشنّها الحكام. وكان اُسلوب تدوين المناقب وكتابة الأربعين مظهراً لما كانوا يبذلونه من جهود كبرى، ويتجلّى في هذه المدّة الزمانية من تاريخ تدوين الحديث عند الشيعة بنحو يفوق غيره من الأساليب الاُخرى. وهذان الاُسلوبان كان لهما ما لهما من نقاط القوّة والضعف. وأكثر ما يلفت الانتباه في هذين القرنين هو غلبة واتّساع اُسلوب كتابة المناقب، بحيث إنّ ما يقارب الستّين كتاباً قد أُلِّفت في هذا المجال على مدى القرنين المذكورين.
وأمّا السبب الذي دعا إلى ذلك، فيتطلّب إجراء بحث حول كتب المناقب المتبقية ولما جاء حول ذلك في المصادر التاريخية، وهذا هو ما تنهض به هذه الدراسة التي بين أيديكم.
إنّ كتاب «النقض» الذي ألّفه عبد الجليل القزويني أهمّ مصدر يتناول موضوع قراءة المناقب، وقد رسم صورة واضحة لتلك الأجواء المعتمة. فهذا الكتاب مصدر غني لمعرفة الأساليب والعوامل التي دعت إلى زيادة كتابة المناقب في القرنين المشار إليهما؛ إذ يبدو أنّ هناك عوامل متعدّدة سياسية