إنّ كتاب «النقض» الذي يدافع فيه مؤلّفه المخلص والنقي العقيدة عن معتقدات المذهب الشيعي يعيد إلى الأذهان عصراً بلغت فيه المواجهات والتحدّيات المذهبية ذروتها (وهو القرن الهجري السادس)، غير أنّ هذا الكتاب قليلاً مّا حظي بالاهتمام على مدى القرون التي تلت تأليفه رغم كلّ ما له من أهميّة.
يقدّم هذا البحث نبذة للتعريف باُسلوب هذا الكتاب وصياغته وبنائيّته وما فيه من محاسن أدبية، واتّخاذه مرتكزاً للانطلاق نحو دراسة الأدب الشيعي.
الألفاظ المفتاحية: النقض، النثر الفارسي، الاُسلوب، الأدب الشيعي.

22
الخصائص الاُسلوبيّة، والبنيويّة والفكريّة لكتاب «النقض»‏

الدكتور عبد الرضا مدرّس‌‏زاده ^۱

إن اللغة والأدب الفارسي، بسبب الارتباط المباشر لبعض الشعراء بمراكز السلطة السياسية آنذاك، يكاد يمثّل مرآة تعكس المعتقدات الرائجة والرسمية التي كانت تقترن بالتركيز على معتقدات أهل السنّة والجماعة.
إنّ الشخصيات اللامعة في الأدب الفارسي رغم ميولها المذهبية إلى أهل السنّة، إلّا أنّها لم تأل جهداً في تكريم أهل بيت النبيّ المصطفى. ولكن على كلّ الأحوال فإنّ المباحث الفقهية والكلامية التي كانت موضع اهتمام الشعراء تبلورت بناءً على المعتقدات المذهبية.