النارَ، فمَن أرادَ منْكُم أنْ يتَخلَّصَ مِن هَوْلِ ذلك اليَومِ فَليَتَولَّ وَلِيِّي، وَليَتَّبِع وَصِيِّي وَخَلِيفَتِي مِن بَعْدي عليَّ بن أبي طالِب».1
تذييل :
العترة في اللغة: النسل، وأخصّ الأرقاب، والرهط الأدنون، وأهل بيتي بدله أو بيانه.
وأمّا المقصود منهم في الحديث فهم أهل بيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله، وأبواب علمه، ومعادن حكمته، ومواضع، سرّه وجبال دينه، العالمون بكتاب اللَّه وسنّة نبيّه، الذين أذهب اللَّه - تبارك وتعالى - عنهم الرجس وطهّرهم عن الرجز، وعلّمهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله علمه، وأودعهم جميع ما يحتاج إليه الاُمّة إلى يوم القيامة حتّى أرش الخدش؛ كما ورد في الأخبار المتواترة والآثار المتكاثرة، وقال به جُلّ علماء الجمهور، واتّفق عليه علماؤنا كلاًّ وطُرّاً.
ويشهد عليه فقرات الحديث؛ لأنّ مَن جعله صلى اللَّه عليه و آله مقروناً بالكتاب إلى يوم المعاد، وكان التمسّك به كالتمسّك بالقرآن مانعاً من الضلال، ونصّ بأنّهم أحلم الناس كباراً وأعلمهم صغاراً،۲ وصرّح بأنّه لا تعلِّموهم فإنّهم أعلم منكم، وأنّهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة، لا يكون إلّا من كان جامعاً لجميع العلوم الشرعيّة، ووافقاً بعموم الأسرار الدينيّة، مصوناً عن الخطإ والخطل، معصوماً عن المعصية والزلل في القول والعمل، ولم يدع هذه المرتبة الرفيعة والمقام المحمود أحد من أقاربه إلّا الأئمّة الهداة والقادة الدعاة وسفن النجاة، فليس لأحد أن يتفوّه بأنّه صلى اللَّه عليه و آله أثبت هذا المنصب الجليل والشرف الجميل لجميع أقربائه وأولاده، وفيهم الفسّاق والجهّال؛ لأنّه لا يجوز له صلى اللَّه عليه و آله أن يأمر الاُمّة باتّباع من يجهل أو يخطأ أو يعصي، خصوصاً في الأحكام الإلهيّة ولو في مورد.۳
قال الفخر الرازي في تفسيره عند تفسير الآية الكريمة: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنكُمْ)۴:
1.الأمالي للصدوق: ص ۲۸۰ ح ۹، بحار الأنوار: ج ۳۸ ص ۹۹ ح ۱۸.
2.ما في الحديث: أحلَمُ الناسِ صِغاراً ، وأعلَمُ الناسِ كِباراً (راجع: كمال الدين : ص۲۵۴ ح ۳ ).
3.راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۴۳ - ۴۵.
4.النساء: ۶۹.