مَقبوضٌ) ،۱ وقَد قَدَّمتُ إلَيكُمُ القَولَ مَعذِرَةً إلَيكُم ، ألا إنّي مُخَلِّفٌ فيكُم كِتابَ رَبّي عزّ وجلّ وعِترَتي أهلَ بَيتي .
ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَرَفَعَها فَقالَ : هذا عَلِيٌّ مَعَ القُرآنِ، وَالقُرآنُ مَعَ عَلِيٍّ ، لا يَفتَرِقانِ حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَأَسأَلَهُما ما خُلِّفتُ فيهِما ».۲
هذا ما نقلناه من «حديث الغدير» جمعاً بين الروايات المختلفة لفظاً المتّفقةٍ المتواترة معنى، والطرق المروية لهذا الحديث لعلّها تبلغ ستّين طريقاً أو أكثر، وكلّها متّفقة على نقل لفظي الكتاب والعترة، أو أهل بيتي، أو هما معاً وهو الأكثر - وإن اختلفت في نقل سائر الألفاظ صدراً وذيلاً.
قال ابن حجر في الصواعق - في قصّة الغدير - :
إنّه حديث صحيح لا مرية فيه، وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد، وطرقه كثيرة جدّاً، و مِن ثَمَّ رواه ستّة عشر صحابيّاً، وفي رواية لأحمد أنّه سمعه من النبيّ صلى اللَّه عليه و آله ثلاثون صحابياً، وشهدوا به لِعليّ لمّا نوزع أيّام خلافته كما مرّ وسيأتي۳، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، ولا التفات لمن قدح في صحّته ولا لمن ردّه۴.
وقال ابن حجر - بعد نقل الحديث - :
وسنده لا بأس به، وفي رواية أنّ ذلك كان في حجّة الوداع، وفي اُخرى مثله؛ يعني: «كتابُ اللَّه كسفينةِ نوح، مَن رَكِبها نجا، ومَثَلهم - أي أهل بيته - كَمَثَلِ بابِ حِطَّةٍ، مَن دخَله غُفرَت له الذنوب». وذِكر ابن الجوزي لذلك في العلل المتناهية وهم أو غفلة عن
1.الأمالي للصدوق: ص ۱۲۱، ح ۱۱۲ ، التحصين: ص ۵۹۸.
2.الصواعق المحرقة : ص۱۲۶ ؛ الأمالي للطوسي : ص۴۷۸ ح۱۰۴۵ عن اُمّ سلمة وزاد فيه «خليفتان بصيران» بعد «مع عليّ» .
3.سيأتي الإشارة إلى حديث المناشدة يوم الشورى، وفي أيّام خلافته بالكوفة، وفي زمن عثمان بالمدينة، وفي كلّ منها كان في الجمع عدّة كثيرة من الصحابة، وقد أشار إلى المناشدة في الرحبة بالعراق في الصواعق(ص ۴۱)، وفي مجمع البيان (ج ۱)؛ وصحّ عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله من رواية العامّ والخاصّ، وفي الوسائل (ج ۳)، وقد تواتر بين العامّة والخاصّة عن النّبيّ صلى اللَّه عليه وآله أنّه قال : إنّي تارك...
4.الصواعق المحرقة: ص ۴۲.