193
في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر

أوليائي في زمانه ، وتُتَهادى رُؤوسُهم كما تُتهادَى رُؤوسُ التُّركِ والدَّيلَم ، فيُقتَلون ويُحرَقون ويكونون خائفين مَرعوبينَ وجِلينَ ، تُصبَغُ الأرض بدمائهم ويَفشُو الويلُ والرَّنَّةُ۱ في نسائِهم ، اُولئك أوليائي حقّاً ، بِهم أدفعُ كلَّ فتنةٍ عَمياءَ حِندسٍ ، وبِهم أكشِف الزَّلازلَ، وأدفعُ الآصارَ۲ والأغلالَ ، (أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَ تٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ).
قال عبد الرَّحمان بنُ سالمٍ : قال أبو بصيرٍ : لو لم تسمَع في دَهرِك إلّا هذا الحديثَ لكَفاك ، فَصُنهُ إلّا عن أهلِه .۳

۳۷.كمال الدين، عن أبي نضرة: لمّا احتضر أبو جعفرٍ محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام عند الوفاة، دعا بابنه الصادق عليه السلام، فعَهِد إليه عهداً - إلى أن قال - ثمّ دعا بجابرِ بنِ عبدِ اللَّه، فقال: «يا جابرُ، حدِّثنا بما عانيتَ من الصحيفة»، فقال له جابرٌ: نعم، يا أبا جعفرٍ، دخلتُ على مولاتي فاطمةَ عليها السلام لاُهنِّئَها بمولودِ الحسن عليه السلام، فإذا هي بصحيفةٍ بيَدِها من درّةٍ بيضاء.
فقلت: يا سيّدةَ النِّسوان، ما هذه الصحيفةُ التي أراها معك؟ فقالت: «فيها أسماءُ الأئمّةِ مِن وُلدي». فقلت لها: ناوليني لأنظرَ فيها. قالت: «يا جابر، لولا النهيُ لكنتُ أفعلُ، ولكنّه نَهى أن يَمسَّها إلّا نبيٌّ أو وصيُّ نبيٍّ أو أهلُ بيتِ نبيٍّ، ولكنَّه مأذونٌ لك أن تنظر باطنَها من ظاهرِها».

1.الرَّنَّةُ : الصيحة الحزينة (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۸۷ «رنن») .

2.الإصر : الإثم والعقوبة لِلَغوهِ وتضييعهِ عَملَه ، وأصلُه من الضيق والحبس (النهاية : ج‏۱ ص‏۵۲ «أصر») .

3.الكافي : ج ۱ ص ۵۲۷ ح ۳ ، الغيبة للطوسي : ص ۱۴۳ ح ۱۰۸ ، الأمالي للطوسي : ص ۲۹۱ ح ۵۶۶ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۱۶۲ ح ۳۳ كلّها عن أبي بصير ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۲۰۴ ح ۱۳ عن عبد اللَّه بن سنان الأسدي نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۰۲ ح ۶ . قال في إثبات الهداة - بعد نقله عن الكافي - : ورواه الصدوق بن بابويه في عيون أخبار الرضا عليه السلام بأسانيده.... ورواه الطبرسي في الاحتجاج... وإعلام الورى... والبرسي في كتابه عن الجابر عن الباقر عليه السلام، ورواه النعماني في كتاب الغيبة... ورواه المفيد في الإرشاد مرسلاً مختصراً، ورواه في الاختصاص... ورواه الديلمي في الإرشاد عن جابر، ورواه عليّ بن يونس في الصراط المستقيم مرسلاً، وكذا جماعة كثيرون من المتأخرين بل أكثرهم نقلوه. قال عليّ بن يونس: وقد روى هذه الصحيفة عن جابر نيف وأربعون رجلاً، ثمّ عدّ جملةً منهم، ورواه ابن شهر آشوب في المناقب، ورواه عليّ بن الحسين المسعودي في كتاب إثبات الوصيّة لعليّ عليه السلام، وكذا الحديث الذي قبله، ورواه أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف، وكذا جماعة قبله وممّا بعده.(راجع: إثبات الهداة: ج ۱ ص ۴۵۴ و۴۵۵).


في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
192

إله إلّا أنا ، فمَن رَجا غَيرَ فَضلي أو خاف غَيرَ عدلي ، عذَّبتُه عذاباً لا اُعذِّبُه أحداً من العالمين ، فإيّايَ فاعبُد وعليَّ فتوكَّل .
إنّي لم أبعث نبيّاً فاُكمِلَت أيّامُه ، وانقضَت مُدَّتُه ، إلّا جَعَلتُ له وصيّاً ، وإنّي فضَّلتُك على الأنبياءِ ، وفضَّلتُ وَصِيَّكَ على الأوصياء ، وأكرمتُك بِشِبلَيكَ وسِبطَيكَ حسنٍ وحُسَينٍ ، فجعلتُ حَسناً معدِنَ علمي بعدَ انقضاءِ مُدَّة أبيه ، وجعلتُ حسيناً خازِنَ وَحيي ، وأكرمتُه بالشَّهادةِ ، وخَتَمتُ له بالسَّعادة ، فهو أفضلُ مَن استُشهِد ، وأرفعُ الشُّهداءِ درَجَةً ، جَعلتُ كلِمَتِيَ التّامَّةَ معه ، وحُجَّتيَ البالِغَة عنده ، بعترتِه اُثيبُ واُعاقِبُ .
أوَّلُهم عليٌّ سَيِّدُ العابدينَ وزَينُ أوليائِيَ الماضينَ ، وابنُه شِبهُ جدِّه المحمودِ محمَّدٌ الباقرُ علمي والمَعدِنُ لحِكمَتي . سَيَهلِكُ المُرتابونَ في جعفرٍ ، الرادُّ عليه كالرادِّ علَيَّ ، حقَّ القولُ منّي لاُكرمنَّ مَثوى جعفرٍ ، ولاُسِرَّنَّه في أشياعِه وأنصارِه وأوليائِه . اُتيحَت بعدَه [لِ۱ موسى فتنةٌ عَمياءُ حِندِسٌ‏۲ ؛ لأَنَّ خَيطَ فَرضي لا يَنقطعُ ، وحُجَّتي لا تَخفى ، وأنَّ أوليائي يُسقَون بالكأسِ الأوفى‏ ، مَن جَحَد واحداً منهم فقد جَحَدَ نعمتي ، ومَن غَيَّرَ آيةً من كتابي فقدِ افتَرى علَيَّ.
ويلٌ للمُفتَرِينَ الجاحدينَ - عند انقضاءِ مدَّةِ موسى‏ عبدي وحَبيبي وخِيرَتَي - في عليٍّ وليّي وناصري ومَن أضَعُ عليه أعباءَ النُّبُوَّة ، وأمتَحِنُه بالاضطِلاع بها ، يَقتُلُه عِفريتٌ‏۳ مُستكبِرٌ ، يُدفَن في المدينة التي بَناها العبدُ الصَالحُ إلى جَنبِ شَرِّ خَلقي ، حقَّ القول منّي لاُسِرَّنَّه بمحمَّدٍ ابنِه وخليفتِه من بعدِه ووارثِ علمِه ؛ فهو معدِنُ علمي ، وموضِعُ سِرّي ، وحجَّتي على‏ خلقي ، لا يؤمنُ عبدٌ به إلّا جعلتُ الجنَّة مَثواه ، وشَفَّعتُه في سبعينَ من أهلِ بَيتِه ، كُلُّهم قد استوجَبُوا النارَ ، واُختِمُ بالسعادةِ لابنِه عليٍّ وَليّي وناصري والشاهدِ في خَلقي ، وأميني على وحيي ، اُخرِجُ منه الداعي إلى سبيلي ، والخازنَ لِعلمي الحسنَ ، واُكمِلُ ذلك بابنِه م ح م د رحمةً للعالمينَ ، عليه كمالُ موسى وبهاءُ عيسى وصبرُ أيّوبَ ، فيُذَلُّ

1.]ما بين المعقوفين إضافة منّا يقتضيها السياق .

2.حِنْدِس : أي شديد الظُّلمة (النهاية : ج ۱ ص ۴۵۰ «حندس») .

3.العِفريتُ : العارِمُ الخبيث (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۵۷۳ «عفر») .

  • نام منبع :
    في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000
تعداد بازدید : 94626
صفحه از 260
پرینت  ارسال به