203
في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر

الطاهر الزكيّ إلى سيّد الشهداء الحسين بن عليّ عليه السلام قال: «قال أبي: قال لي أخي رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه و آله: مَن سَرَّه أن يَلقى اللَّهَ تعالى مُقبِلاً عليه غيرَ مُعرِضٍ عنه فليُوالِ عليّاً، ومَن سَرَّه أن يَلقى اللَّهَ تعالى وهو عنه راضٍ فليُوالِ ابنَه الحسنَ، ومَن أحبَّ أن يَلقى اللَّهَ وهو لا خوفٌ عليه فليوالِ ابنَه الحسينَ، ومَن سَرَّه أن يَلقى اللَّهَ وهو يمحِّص عنه ذنوبَه فليوالِ عليَّ بنَ الحسينِ السجّاد، ومَن أحبَّ أن يَلقى اللَّهَ وهو قَريرُ عينٍ فليُوالِ محمّدَ بنَ عليٍّ الباقر عليه السلام، ومَن أحبَّ أن يلقى اللَّهَ وهو خفيفُ الظَّهرِ فليُوالِ جعفرَ الصادقَ عليه السلام، ومَن أحبَّ أن يَلقى اللَّهَ وهو طاهرٌ مطهَّرٌ فليُوالِ موسى الكاظمَ عليه السلام، ومَن أحبَّ أن يَلقى اللَّهَ وهو ضاحِكٌ مستَبشِرٌ فليُوالِ عليَّ بنَ موسى الرضا عليه السلام، ومَن أحبَّ أن يلقى اللَّهَ وقد رُفعَت درجاتُه وبُدّلَت سيّئاتُه حسناتٍ فَليوالِ محمّد الجواد عليه السلام، ومَن أحبَّ أن يُحاسِبَه اللَّهُ حساباً يسيراً فليوالِ عليَّ الهادي، ومَن أحبَّ أن يَلقى اللَّهَ وهو مِن الفائزينَ فليُوالِ الحسنَ العسكريَّ، ومَن أحبَّ أن يَلقى اللَّهَ وقد كمُل إيمانُه وحسُن إسلامُه فليُوالِ الحجّةَ صاحبَ الزمانِ القائمَ المنتظَرَ المهديَّ م ح م د،...».1

۵۷.كمال الدين، عن عبد السلام بن صالح الهروي : سمعتُ دِعبِلَ بنَ عليٍّ الخُزاعيَّ يقول : أنشدتُ مولاي الرضا عليَّ بنَ موسى عليهما السلام قصيدتي التي أوّلُها :

مدارسُ آياتٍ خَلَت مِن تلاوةومَنزلُ وحيٍ مُقفِرُ العرصاتِ‏
فلمّا انتهيتُ إلى قولي :

خروجُ إمامٍ لا مَحالةَ خارج‏يقوم على اسمِ اللَّهِ والبركاتِ‏
يميِّز فينا كُلَّ حقٍّ وباطل‏ويَجزي على النعماءِ والنقماتِ‏
بكى الرضا عليه السلام بكاءاً شديدا ، ثمّ رفَع رأسَه إليّ فقال لي : «يا خزاعيُّ، نطَق روحُ القُدُسِ على لسانِك بهذَينِ البَيتينِ ، فهل تَدري مَن هذا الإمامُ ، ومتى يقوم ؟»
فقلت : لا يا مولاي ، إلّا أنّي سمعتُ بخروجِ إمامٍ منكم يطهِّرُ الأرضَ مِن الفساد ، ويَملؤُها عدلاً [كما مُلئت جورا] .

1.الفضائل لابن شاذان: ص ۱۰۴، مقتضب الأثر: ص‏۱۳، بحار الأنوار: ج ۲۷ ص ۱۰۸ ح‏۸۰. راجع إثبات الهداة: ج ۱ ص ۵۲۴.


في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
202

ولا ضدَّ له ، ولا نِدَّ له، ولا كُف‏ءَ له ، وأنَّه المقصودُ بالعبادةِ والدُّعاء والرَّغبةِ والرَّهبة ، وأنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه وأمينُه وصَفيُّه ، وصَفوَتُه مِن خلقِه ، وسَيِّدُ المرسلين ، وخاتَمُ النَّبيّين ، وأفضلُ العالَمينَ ، لا نبيَّ بعدَه ، ولا تبديلَ لملَّتِه ، ولا تغييرَ لشريعَتِه ، وأنَّ جميعَ ما جاء به محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّه هو الحقُّ المُبينُ ، والتصديقُ به وبجميعِ مَن مَضى قبلَه مِن رُسلِ اللَّهِ وأنبيائِه وحُجَجِه ، والتَّصديقُ بكتابِه الصادقِ العزيزِ الذي (لَّا يَأْتِيهِ الْبَطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ )، وأنَّه المُهَيمِنُ على الكُتُب كلِّها ، وأنَّه حقٌّ مِن فاتِحَته إلى خاتِمَتِه ، نُؤمِنُ بِمُحكَمِه ومتشابِهه ، وخاصِّه وعامِّه ، ووَعدِه ووَعيدِه ، وناسِخِه ومنسوخِه ، وقِصَصِه وأخبارِه ، لا يقدرُ أحدٌ من المخلوقينَ أن يأتيَ بمِثلِه .
وأنَّ الدَّليل بعدَه ، والحُجَّةَ على المؤمنين ، والقائمَ بأمرِ المسلمين ، والنّاطِقَ عنِ القُرآنِ ، والعالمَ بأحكامِه ، أخوهُ وخَليفَتُه ووَصِيُّه وولِيُّه ، والذي كان منه بمنزلةِ هارونَ مِن موسى عليُّ بن أبي طالبٍ عليه السلام ، أميرُ المؤمنين ، وإمامُ المُتَّقين ، وقائدُ الغُرِّ المُحَجَّلينَ‏۱ ، وأفضلُ الوصيّين ، ووارثُ علم النبيّين والمرسلين ، وبعدَه الحسنُ والحسينُ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجنَّة ، ثمَّ عليُّ بنُ الحسين زَينُ العابدين ، ثمَّ محمَّدُ بن عليٍّ باقرُ علمِ النبِيّينَ ، ثمَّ جعفرُ بنُ محمَّدٍ الصّادقُ وارثُ علمِ الوصيّينَ ، ثمَّ موسى بنُ جعفرٍ الكاظم ، ثمَّ عليُّ بن موسى الرِّضا ، ثمَّ محمَّدُ بن عليٍّ ، ثمَّ عليُّ بن محمَّدٍ ، ثمَّ الحسنُ بن عليٍّ ، ثمَّ الحجَّةُ القائمُ المنتَظَر صلواتُ اللَّه عليهم أجمعين .
أشهَد لهم بالوصيَّةِ والإمامة ، وأنَّ الأرضَ لا تَخلو مِن حجَّةِ اللَّهِ تعالى على خلقِه في كلِّ عصرٍ وأوانٍ ، وأنَّهم العروةُ الوثقى وأئمَّة الهدى والحجَّةُ على أهلِ الدُّنيا ، إلى أن يَرِث اللَّهُ الأرضَ ومَن عليها .۲

56.الفضائل لابن شاذان، يرفعه إلى عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، يرفعه إلى النسب

1.الغُرُّ المُحجَّلون : أي بِيضُ مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام ، استعارة ... من البياض الذي يكون في وجه الفرس ويديه ورجليه (النهاية : ج ۱ ص ۳۴۶ «حجل») .

2.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۱۲۱ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۵۲ ح ۱ ، إثبات الوصية: ج‏۱ ص ۴۸۵.

  • نام منبع :
    في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000
تعداد بازدید : 97719
صفحه از 260
پرینت  ارسال به