33 . أُبَيّ بن كَعْب (كان في المناشدة)۱
34 . أبو أيُّوب (كان في المناشدة)۲
1.أبيّ بن كعب بن قيس، يكنّى أبا المنذر، شهد العقبة مع السبعين ، وكان يكتب الوحي، شهد بدراً والعقبة الثانية، و بايع لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله (رجال الطوسي: ص ۲۲ الرقم۱۵، رجال البرقي: ص ۶۳، الخلاصة للحلي: ص ۲۲۲، رجال ابن داوود: ص ۲۱).
وكان يسمّى سيد القراء، وروى أنّ النبيّ صلى اللَّه عليه وآله قال له: «إنّ اللَّه أمرني أن اقرأ عليك القرآن» (سنن الترمذي: ج ۵ ص ۳۷۰ ح ۳۹۸۸) فقرأ عليه، وروى البخاري ومسلم والترمذي عن أنس بن مالك قال: قال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله لاُبي: «انّ اللَّه أمرني أن أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذينَ كَفَرُوا)» قال: وسمّاني؟ قال: «نعم»، فبكى. وروي عن الصادق عليه السلام أنّه قال: «أمّا نحن فنقرأ على قراءة اُبيّ» (الكافي: ج ۲ ص ۶۳۴ ح ۲۷). وكان اُبيّ من الاثني عشر نفر الذين أنكروا على أبى بكر فعله وجلوسه مجلس رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله. وروى الطبرسي عن الصادق عليه السلام أنّ اُبيّ بن كعب قام فقال: يا أبا بكر، لا تجحد حقّاً جعله اللَّه لغيرك ، ولا تكن أوّل من عصى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله في وصيّه وصفيّه وصدّ عن أمره، اُردد الحقّ إلى أهله تسلم، ولا تتماد في غيّك فتندم، وبادر الإنابة يخفّ وزرك، ولا تخصص هذا الأمر الذي لم يجعله اللَّه لك نفسك فتلقى وبال عملك؛ فعن قليل تفارق ما أنت فيه، وتصير إلى ربّك بما جنيت (لَيْسَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبيدِ) (الاحتجاج: ج ۱ ص ۱۰۲). وروى عن اُبيّ بن كعب أنّه قال: مررت عشية يوم السقيفة بحلقة الأنصار، فسألوني من أين مجيؤك؟ قلت: من عند أهل بيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله. قالوا: كيف تركتهم وما حالهم؟ قلت: وكيف تكون حال قوم كان بينهم إلى اليوم موطئ جبرئيل ومنزل رسول ربّ العالمين، وقد زال اليوم ذلك، وذهب حكمهم عنهم؟! ثمّ بكى اُبيُّ، وبكى الحاضرون. وأخرج النسائي عن قيس بن عبادة قال: بينا أنا في المسجد في الصفّ المقدم فجذبني رجل جذبةً، فنحاني وقام مقامي، فواللَّه ما عقلت صلاتي ، فلمّا انصرف إذا هو اُبيّ بن كعب، فقال: يا فتى، لا يسوؤك اللَّه! إنّ هذا عهد من النبيّ صلى اللَّه عليه وآله إلينا أن نليه. ثمّ استقبل القبلة فقال: هلك أهل العقد وربّ الكعبة! ثمّ قال: واللَّه ما آسى عليهم، ولكن آسى على من أضلّوا! قلت: يا أبا يعقوب، من تعني بأهل العقد؟ قال: الاُمراء. (الدرجات الرفيعة: ص ۳۲۵ - ۳۲۳؛ الطبقات الكبرى: ج ۲ ص ۳۴۲ - ۳۴۰ وج ۳ ص ۵۰۲ - ۴۹۸).
2.أبو أيّوب الأنصاري الخزرجيّ ، خالد بن زيد بن كُلَيب . نزل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله في داره عند هجرته إلى المدينة (المعجم الكبير : ج ۴ ص ۱۱۷ ح ۳۸۴۶ ، الطبقات الكبرى : ج ۱ ص ۲۳۷) . شهد حروب النبيّ جميعها (المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۵۱۸ ح ۵۹۲۹ ) ، وكان بعد وفاة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله من السابقين إلى الولاية والثابتين في حماية حقّ الخلافة (رجال الكشّي : ج ۱ ص ۱۸۲ الرقم ۷۸ )، ولم يتراجع عن موقفه هذا قطّ (الخصال : ص ۶۰۸ ح ۹ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۱۲۶ ح ۱ ) . وعُدّ من الاثني عشر الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ودافعوا عن حقّ عليّ عليه السلام بصراحة (الخصال : ص ۴۶۵ ح ۴ ، رجال البرقي : ص ۶۶) .
لم يَدَع ملازمة الإمام عليه السلام وصحبته، واشترك معه في كافّة حروبه الّتي خاضها ضدّ مثيري الفتنة (الاستيعاب : ج ۲ ص ۱۰ الرقم ۶۱۸ ، سير أعلام النبلاء : ج ۲ ص ۴۱۰ الرقم ۸۳ ) ، وكان على خيّالته في النهروان (تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۸۵ ، الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۱۶۹ ) ، وبيده لواء الأمان . ولّاه الإمام على المدينة (تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۳۹ ، تاريخ خليفة بن خيّاط : ص ۱۵۲ ؛ الغارات : ج ۲ ص ۶۰۲ ) . عَقَد له الإمام عليه السلام في الأيّام الأخيرة من حياته الشريفة لواءً على عشرة آلاف ليتوجّه إلى الشام مع لواء الإمام الحسين عليه السلام ...(نهج البلاغة : ذيل الخطبة ۱۸۲ عن نوف البكاليّ ) ، وكان من الصحابة المكثرين في نقل الحديث ، وروى في فضائل الإمام عليه السلام أحاديث جمّة ، وهو أحد رواة حديث الغدير (رجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۴۶ الرقم ۹۵ ؛ اُسد الغابة : ج ۳ ص ۴۶۵ الرقم ۳۳۴۷) ، وحديث الثقلين (الغدير : ج ۱ ص ۱۷۶ . وكلام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله للإمام عليه السلام حين أمره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين (المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۱۵۰ ح ۴۶۷۴) ، ودعوته صلى اللَّه عليه وآله أبا أيّوب أن يكون مع الإمام عليه السلام (تاريخ بغداد : ج ۱۳ ص ۱۸۶ و ۱۸۷ ح ۷۱۶۵) . توفّي بالقسطنطينيّة سنة ۵۲ ه ، عندما خرج لحرب الروم ، ودُفن هناك (المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۵۱۸ ح ۵۹۲۹ ، الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۴۸۵ ، المعجم الكبير : ج ۴ ص ۱۱۸ ح ۳۸۵۰ و ۳۸۵۱.