الفَصلُ السادِس : اللطائِفُ المستَفادَة من الحديث الشريف
الأوّل: يستفاد من قوله صلى اللَّه عليه و آله «إنَّما أنَا بَشَرٌ يُوشِك أنْ يَأتِيَ رَسولُ رَبّي (إنِّي لَأَظُنُّ أن اُدعى فَاُجيبَ - كَأَنّي دُعيتُ فَأَجَبتُ)» انّه إخبار بدنوّ موته صلى اللَّه عليه و آله، وفي بعض النصوص : «يوشِكُ أنْ اُقبَضَ قَبضاً سَريعاً فَيُنطَلَقَ بي».
الثاني: في قوله صلى اللَّه عليه و آله «إنِّي تارِكٌ» تأكيد في الوصيّة بالثقلين؛ بأنّهما بمنزلة نفسه وخليفتاه، وأنّهما ينوبان معاً عنه صلى اللَّه عليه و آله ويقومان مقامهما كأنّهما خليفتاه، كما في بعض النصوص: هُمَا الخَليفَتانِ مِن بَعدي ( خَلَّفتُ فِيكُم الثَّقَلَين - الثَّقَلَين خَلِيفَتين) فيجب على الاُمّة أن يراعوا في حقّهما ما تجب عليهم رعايته في حقّ الرسول صلى اللَّه عليه و آله من الاتّباع والانقياد والإكرام والتعظيم.
قال حسن بن محمّد بن عبد اللَّه الطيّبي (سنة 743) في الكاشف في شرح المشكاة۱ :
قوله صلى اللَّه عليه و آله «إنِّي تارِكٌ فِيكم» إشارة إلى أنّهما بمنزلة التوأمين الخَلَفين عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله، وأنّه يوصي الاُمَّةَ بحسن المعاشرة معهما، وإيثار حقّهما على أنفسهم، كما يوصي الأب المشفق لأولاده.۲
أو أنّهما أمانتان من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله عند الاُمّة يجب عليهم حفظهما ورعاية حقّهما؛ كما يستفاد من نصّ الحديث : الاهتداء بهما والاعتصام بهما من الضلال والتمسك بهما، فلا