87
في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر

الف : كون كلّ واحد من الكتاب والعترة معدناً للعلوم العَليّة والحقائق الدينيّة ، ومنبعاً للأسرار النفسيّة والأحكام الإلهيّة، وقد صرّح بذلك جمع :
1 . قال نور الدين السمهودي في جواهر العقدين :
والحاصل أنّه لمّا كان كلّ من القرآن العظيم والعترة الطاهرة معدناً للعلوم الدينيّة والأسرار والحكم النفسيّة الشرعيّة وكنوز دقائقها واستخراج حقائقها، أطلق صلى اللَّه عليه و آله عليهما بالثقلين، ويرشد لذلك حثّه في بعض الطرق البالغة على الاقتداء والتمسك والتعلم من أهل بيته. انتهى.۱
2 . وقال وليّ اللَّه بن حبيب اللَّه الأنصاري اللكهنوئيّ في مرآة المؤمنين :
...لأنّه كلّ واحد منهما معدن للعلوم الدينيّة ومخزن للأسرار الحكميّة والعلميّة والشرعيّة.۲
3 . ونظيره ما في الصواعق بعد ذكر حديث الثقلين:
سَمّى رسولُ اللَّه صلى اللَّه عليه و آله القرآن وعترته الثقلين؛ لأنّ الثقل كلّ نفيس خطير مصون، وهذان كذلك ، إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنيّة والأسرار والحكم العَليّة والأحكام الشرعيّة، ولذا حثّ صلى اللَّه عليه و آله على الاقتداء والتمسك بهم، والتعلم منهم، وقال : «الحمد للَّه الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت». وقيل : سمّيا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما.۳
4 . وقال الميرزا محمّد البدخشانيّ في مفتاح النجاة بعد ذكر حديث الثقلين:
أقول: سمّي القرآن وعترته الثقلين؛ لأنّ الثقل كلّ نفيس خطير مصون، وهذان كذلك؛ إذ كلّ منهما معدن للعلوم الدينيّة والأسرار والحكم العَليّة والأحكام الشرعيّة، ولذا حثّ صلى اللَّه عليه و آله على الاقتداء والتمسّك بهم.۴
5 . وقال أحمد بن عبد القادر العجيليّ في ذخيرة المآل:
قال علمائنا رحمهم اللَّه: إنّما سمّى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله القرآن والعترة الثقلين، لأنّ الثقل كلّ نفيس خطير مصون، وهذان كذلك إذ كلّ منهما معدن للعلوم الدينيّة والأسرار والحِكم العَليّة

1.جواهر العقدين، مخطوط.

2.راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۳۶.

3.الصواعق المحرقة: ص ۱۳۱.

4.راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۳۷.


في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
86

تسبقهما ولا تعلمهما ؛ كأنّه جعل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله القرآن والعترة مكانه صلى اللَّه عليه و آله في كلّ ما له صلى اللَّه عليه و آله من آثار وجوده صلى اللَّه عليه و آله من الهداية والولاية، فلهما ما لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله من الشؤن حال حياته صلى اللَّه عليه و آله، فإذا اعتصمت الاُمّة بهما نجت من الهلكة، وبقي الدين آمناً عن التحريف إلى يوم القيامة.
وأكّد صلى اللَّه عليه و آله ذلك بأنّه سوف يسألهم (يسألهم - أنّ اللَّه سائلهم) كيف خلّفوا فيهما۱.
الثالث : سمّاهما ثَقَلاً : والثَّقَل - محرّكةً - متاع المسافر وحشمه وكلّ شي‏ء خطير نفيس، كما في تاج العروس‏۲ ولسان العرب‏۳ والقاموس‏۴ وغيرها من كتب اللغة۵. قال الزمخشري في الفائق :
وإنّما قيل للجنّ والإنس الثقلان؛ لأنّهما قُطّان الأرض، فكأنّهما أثقلاها، وقد شبّه بهما الكتاب والعترة في أنّ الدين يستصلح بهما ويعمّر كما عمّرت الدنيا بالثقلين.۶
وقال ابن الأثير في النهاية :
فيه «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب اللَّه وعترتي»، سمّاهما ثقلين؛ لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل، ويقال لكلّ خطير [نفيس ]ثقل، فسمّاهما ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما۷.

ما يمكن أن يقال في وجه تسمية الكتاب العزيز والعترة الطيّبة بالثقلين

1.حَنانُ بنُ سَديرٍ : حَدَّثَني أبي قالَ : كُنتُ عِندَ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليهما السلام فَقَدَّمَ إلَينا طَعاماً ما أكَلتُ طَعاماً مِثلَهُ قَطُّ ، فَقالَ لي : «يا سَديرُ ، كَيفَ رَأَيتَ طَعامَنا هذا ؟». قُلتُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يَا ابنَ رَسولِ اللَّهِ ، ما أكَلتُ مِثلَهُ قَطُّ ، ولا أظُنُّ آكُلُ أبَداً مِثلَهُ . ثُمَّ إنَّ عَيني تَغَرغَرَت فَبَكَيتُ ، فَقالَ : «يا سَديرُ ، ما يُبكيكَ ؟» قُلتُ : يَا ابنَ رَسولِ اللَّهِ ، ذَكَرتُ آيَةً في كِتابِ اللَّهِ تَعالى‏ . قالَ : «وما هِيَ ؟» قُلتُ : قَولُ اللَّهِ في كِتابِهِ : (ثُمَّ لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ) ، فَخِفتُ أن يَكونَ هذَا الطَّعامُ [مِن النَّعيمِ‏] الَّذي يَسأَلُنَا اللَّهُ عَنهُ . فَضَحِكَ حَتّى‏ بَدَت نَواجِذُهُ ، ثُمَّ قالَ : «يا سَديرُ ، لا تُسأَلُ عَن طَعامٍ طَيِّبٍ ، ولا ثَوبٍ لَيِّنٍ ، ولا رائِحَةٍ طَيِّبَةٍ ، بل لَنا خُلِقَ ولَهُ خُلِقنا ، ولنَعمَلَ فيهِ بِالطّاعَةِ ». قُلتُ لَهُ : بِأَبي أنتَ واُمّي يَا ابنَ رَسولِ اللَّهِ ، فَمَا النَّعيمُ ؟ قالَ : «حُبُّ عَلِيٍّ وعِترَتِهِ ، يَسأَلُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ : كَيفَ كانَ شُكرُكُم لي حينَ أنعَمتُ عَلَيكُم بِحُبِّ عَلِيٍّ وعِترَتِهِ ؟» (تفسير فرات الكوفيّ : ص‏۶۰۵ ح ۷۶۳ ).

2.تاج العروس: ج ۱۴ ص ۸۵.

3.لسان العرب: ج ۱۱ ص ۸۵.

4.القاموس المحيط: ج ۳ ص ۳۴۲.

5.مجمع البحرين: ج ۱ ص ۳۱۵، الصحاح: ج‏۴ ص ۱۶۴۷، النهاية: ج ۱ ص ۲۱۶.

6.الفائق في غريب الحديث: ج ۱ ص ۱۵۰.

7.النهاية في غريب الحديث: ج ۱ ص ۲۱۶.

  • نام منبع :
    في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000
تعداد بازدید : 94803
صفحه از 260
پرینت  ارسال به