93
في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر

قلنا: نعم لاتّصافهم بالعلم والتقوى مع شرف النسب؛ ألا يرى أنّه صلى اللَّه عليه و آله قرنهم بكتاب اللَّه في كون التمسك بهما منقذاً من الضلالة؟ ولا معنى للتمسك بالكتاب إلّا الأخذ بما فيه من العلم والهداية، فكذا في العترة، ولهذا قال النبيّ صلى اللَّه عليه و آله: «من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه».۱
هذا كلّه عدى ما ورد عن النبيّ صلى اللَّه عليه و آله في أوصافهم وفضائلهم، وما ورد في الكتاب الكريم من الآيات في شأنهم، وقد جمعها العلماء الأعلام، نهج الحقّ، والمراجعات، ودلائل الصدق و...، ولعمري بعد الرجوع إلى الكتاب والسنّة لا يبقى ريب في شأنهم من العلم والطهارة.
روى سلمان قال: دَخَلتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى اللَّه عليه و آله ، وإذَا الحُسَينُ عليه السلام عَلَى فَخِذَيهِ وهُوَ يُقَبِّلُ عَينَيهِ ويَلثِمُ فاهُ ، وهُوَ يَقولُ : «أنتَ سَيِّدٌ ابنُ سَيِّدٍ ، أنتَ إمامٌ ابنُ إمامٍ أبُو الأَئِمَّةِ ، أنتَ حُجَّةٌ ابنُ حُجَّةٍ أبو حُجَجٍ تِسعَةٍ مِن صُلبِكَ ، تاسِعُهُم قائِمُهُم ».۲
وفي نقل الكفاية: «تِسعةٌ من صُلبِه أئِمَّةٌ أبرارٌ، اُمَناءُ مَعصومونَ، وَالتّاسِعُ قائِمُهُم »۳، وفي نقله عن أبي سعيد: «تِسعةٌ من صُلبِك أئِمَّةٌ أبرارٌ، وَالتاسِعُ قائِمُهُم»۴، وفي نقل جابر: «يَخْرُجُ مِن صُلبِك تِسعَةُ من الأئِمة، مِنهم مَهدِيُّ هذه الأُمَّة، فإذا استُشهِدَ أبوُكَ فالحَسَنُ بَعْدُ، فاذا سُمَّ

1.شرح المقاصد في علم الكلام: ج ۲ ص ۳۰۳. وراجع: إثبات الهداة: ج ۱ ص ۷۰۵ ح‏۱۲۹.

2.الخصال : ص ۴۷۵ ح ۳۸ ، كمال الدين : ص ۲۶۲ ح ۹ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۵۲ ح ۱۷ ، الاختصاص : ص ۲۰۷ عن حمّاد بن عيسى عن أبيه عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۴۱ ح ۴۷ . وراجع: إثبات الهداة: ج ۱ ص ۵۷۷ عن الكفاية عن سلمان، وص ۵۷۳ و۵۷۴ عن الكفاية عن أبي سعيد الخدري، وص ۵۶۸ عنه عن جابر، وص ۵۷۸ عنه عن جابر أنّه قال صلى اللَّه عليه وآله ذلك لفاطمة عليها السلام، وص ۵۸۱ عنه عن أبي هريرة انّه قاله للحسين عليه السلام، وكذا ص ۵۷۸ عن جابر، وص ۵۸۳ عنه عن زيد بن ثابت، وص ۵۹۴ عنه عن عليّ بن الحسين عن الحسين عليهما السلام، وص ۵۹۷ عنه عن فاطمة عليها السلام، وص ۶۰۴ عن عليّ بن الحسين عن الحسين عليهما السلام، وص ۶۳۵ عن الإختصاص للمفيد قال عن الصادق عليه السلام من سلمان، وص ۶۴۳ عن كنز الفوائد والاستنصار عن سلمان، وص ۷۱۴ عن مناقب ابن شاذان عن سلمان، وص ۷۳۴ عن تقريب المعارف، وص ۷۰۹ عن مقتضب الأثر عن سلمان، وص ۶۹۹ عن الإرشادللديلميّ، وص ۶۹۸ عن الطرائف عن المجموع الرائق للسيّد هبة اللَّه الموسوي، وص ۶۷۳ عن تقريب المعارف، وص ۶۵۴ عن كتاب الفضائل لحسين بن حمدان عن سلمان، وص ۶۵۰ عن منهاج الكرامة قال: انّه متواتر عند الشيعة، وص ۶۴۸ عن جامع الأخبار للطبرسيّ .

3.كفاية الأثر: ص ۴۵.

4.كفاية الأثر: ص ۲۹.


في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
92

اللغوي؛ لأنّ الثقل في اللغة كما تقدم «الشي‏ء النفيس المصون»، ولذا يستفاد ذلك من نصّ الحديث، وهو قوله صلى اللَّه عليه و آله: «ما إن تَمَسَّكتُم بِه ( ما إن أخَذتُم بِه - ما إن اعتَصَمتُم بِه) لَن تَضِلُّوا بَعدي ( لَن تَضِلُّوا أبَداً)»، صريح في أنّهما مصونان عن الضلال.
وكذلك قوله صلى اللَّه عليه و آله: «كتابُ اللَّهِ حَبلٌ مَمدُود (كتابُ اللَّهِ فِيه الهُدى والنُّور - كِتابُ اللَّهِ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَّهِ وطَرَفُهُ بِأَيديكُم - سَبَبٌ مَوصُولٌ مِن السَّماء إلى الأرض)»؛ لأنّ كونه كتاب اللَّه، وأنّه فيه الهدى والنور، وأنّه سبب موصول طرفه بيد اللَّه، ليس إلّا كونه محفوظاً ومصوناً عن الباطل، ثمّ قال : «إنَّهما لَن يَفتَرِقا ( إنَّهُما لَن يَنقَضِيا) حَتّى‏ يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ» أي: إنّ الكتاب لا يفترق عن العترة؛ إذ يفتقر حينئذٍ الكتابُ إلى البيان والتفسير، والعترة لا يفترق عن الكتاب؛ يعني أنّهم معصومون عن الافتراق عن الكتاب عمداً وسهواً ونسياناً.
وأيضاً احتجاج رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله أو احتجاج اللَّه تعالى بهما يوم القيامة لا يستقيم إلّا على نفي احتمال الخلاف والخطإ والزلل، وبذلك تتمّ الحجّة البالغة، فقوله صلى اللَّه عليه و آله «وتُوشِك أنْ تَرِدُوا عَليَّ الحَوضَ، وأَسألُكم حِينَ تَلْقَوني عن ثِقْلَيَّ (إنّي سائِلُكُم حينَ تَرِدونَ عَلَيَّ عَنِ الثَّقَلَينِ - إنَّ اللَّهَ سائِلي وسائِلُكم فماذا أنْتُم قائِلُون - إنِّي سائِلُكُم عن اثنَين عن القرآن وعن عِترَتي - إنَّ اللَّهَ سائِلُكُم كيفَ خَلَفتُموني في كتابِه وأهلِ بَيتي - إنَّكم مسؤولون عن الثَّقَلَين ) كتابِ اللَّهِ وعِترَتِي» دالّ على تماميّة الحجّة بهما.
وقال العلاّمة التفتازانيّ:
فإن قيل: قال اللَّه تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )۱، وقال النبيّ صلى اللَّه عليه و آله: «إنّي تَرَكتُ فيكُم ما إن أخَذتُم بِهِ لَن تَضِلّوا : كِتابَ اللَّهِ ، وعِترَتي أهلَ بَيتي »، وقال صلى اللَّه عليه و آله: «أنَا تارِكٌ فيكُم ثَقَلَينِ : أوَّلُهُما كتابُ اللَّهِ فيهِ الهُدى والنورُ - فَخُذوا بِكتابِ اللَّهِ واستَمسِكوا بِهِ - وأهلُ بَيتي ، اُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أهلِ بَيتي اُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أهلِ بَيتي ، اُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ في أهلِ بَيتي». ومثل هذا يشعر بفضلهم على العالم وغيره.

1.الأحزاب: ۳۳.

  • نام منبع :
    في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000
تعداد بازدید : 94470
صفحه از 260
پرینت  ارسال به