95
في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر

إذ نفي الافتراق ب «لن» ثمّ قوله صلى اللَّه عليه و آله: «حَتّى‏ يَرِدا عَلَيَّ الحَوض» في بيان غاية عدم الافتراق صريح مؤكّد في بقائهما إلى يوم القيامة.
قال السمهودي - في ذكر التنبيهات المتعلقة بحديث الثقلين - : ثالثها : أنّ ذلك يفهِم وجود من يكون أهلاً للتمسّك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كلّ زمان وُجدوا فيه إلى قيام الساعة، حتّى يتوجّه الحثّ المذكور إلى التمسّك به، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك.۱
وقال ابن حجر في الصواعق :
وفي أحاديث الحثّ على التمسّك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهِّل للتمسّك به إلى يوم القيامة، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك - وقال : - والحاصل أنّ الحثّ وقع على التمسك بالكتاب والسنّة وبالعلماء بهما من أهل البيت، ويستفاد من جميع مجموع ذلك بقاء الاُمور الثلاثة إلى قيام الساعة.۲
وقال العجيليّ في ذخيرة المآل - في حديث إنّي تارك فيكم - :
حثّ على التمسك بالكتاب والسنّة والعلماء بهما من أهل البيت، ويستفاد من ذلك بقاء الاُمور الثلاثة - وقال أيضاً: - وهم الحافظون لكتاب اللَّه وسنّة رسوله، لا يفارقونهما إلى يوم القيامة؛ لأنّه لابدّ من قيام للَّه بحجّة منهم، ووراثة نبّوته، وخلافة رسوله، فمنهم الظاهر، ومنهم المختفي، حتّى يكون خاتمهم في الوراثة المهديّ، ولهذا يتقدّم على عيسى بن مريم.۳
وقال شهاب الدين الدولت‏آبادي في هداية السعداء بعد ذكر حديث الثقلين ما ترجمته بالعربيّة:
ثبت بهذا الحديث بقاء العترة إلى يوم القيامة، فلابدّ أن يكون منهم من يهدي إلى الحقّ حتّى لا يضلّ التمسّك به.۴

1.جواهر العقدين، مخطوط. راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۳.

2.الصواعق المحرقة: ص ۱۵۱ و۱۵۰.

3.ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللآل في مناقب الآل، لأحمد بن عبد القادر العجيليّ، مخطوط. راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۴.

4.هداية السعداء، مخطوط. راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۵.


في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
94

الحَسَنُ فأنْتَ، فإذا اسْتُشهِدتَ فعَلَيٌّ ابْنُك، فإذا مَضَى عليٌّ فمحمَّدٌ ابنُه، فإذا مضَى محمَّدٌ فجعفَرٌ ابنُه، فإذا مضَى جعفرٌ فموسَى ابنُه، فإذا مضَى موسَى فعليٌّ ابنُه، فإذا مضَى عليٌّ فمحمَّدٌ ابنُه، فإذا مضَى محمّدٌ فعَلِيٌّ ابنُه، فإذا مضَى عليٌّ فالحَسَنُ ابْنُهُ، ثمَّ الحجَّةُ بَعْدَ الحَسَنِ يَملأُ الأرضَ قِسطاً و عدلاً كما مُلِئَتْ ظُلماً وجَوراً۱.» وكذا ما روي عن أبي هريرة۲.
نَقلَ حديثَ سلمان الشيخُ سليمان بن إبراهيم القُندُوزي الحنفيّ‏۳.
قال محمّد معين السندي بعد نقل الحديث : وفيه مِن تأكّد إخبار كونهم على الحقّ كالقرآن، وصونهم أبداً عن الخطإ كالوحي المنزل، ما لا يخفى على الخبير...۴
وقال عبد الرؤوف المناوي في فيض القدير،۵ والزرقانيّ في شرح المواهب اللدنيّة۶ ما سيأتي إن شاء اللَّه.
الخامس: الذي نستفيد من هذا الحديث بقاء الكتاب والعترة للتمسك والاهتداء بهما في كلّ عصر وزمان إلى يوم القيامة، وصونهما عن الضياع والفناء في جميع الأعصار إلى قيام الساعة، كما هو شأن كلّ مصون ثقيل ولازم كلّ نفيس خطير؛ فإنّ الذكر نزّله اللَّه وهو له حافظ، وجعل أهل الذكر قرينه، وهو لهم ناصر.۷
يدلّ على دوامهما وبقائهما بالصراحة نصّ الحديث؛ لقوله صلى اللَّه عليه و آله: «إنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ » أو «إنَّ اللَّطيفَ الخَبيرَ أخبَرَني أنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى‏ يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ»؛

1.كفاية الأثر: ص ۶۲، بحار الأنوار: ج‏۳۶ ص ۳۷۰ ح ۱۴۵.

2.راجع: إثبات الهداة: ج‏۱ ص ۵۸۱ ح ۵۰۴.

3.ينابيع المودّة لذوي القربى: ج‏۲ ص‏۴۴ ح‏۴۰ (الباب الرابع والخمسون في فضائل الحسن والحسين رضي اللَّه عنهما)، وص‏۳۱۵ ح‏۹۰۹ (الباب السادس والخمسون...المودّة العاشرة في عدد الأئمّة وأنّ المهدي منهم عليهم السلام )، وج‏۳ ص‏۲۹۱ ح ۸ (الباب السابع والسبعون في تحقيق حديث «بعدي اثنا عشر خليفة»)، وص‏۳۹۴ ح ۴۴ (الباب الرابع والتسعون في إيراد ما في كتاب غاية المرام الذي جمع فيه الأحاديث الواردة في المهدي الموعود سلام اللَّه عليه).

4.دراسات اللبيب: ص ۲۳۳. وراجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۶.

5.فيض القدير شرح الجامع الصغير: ج ۳ ص ۲۰.

6.راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۷.

7.راجع جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۴۱.

  • نام منبع :
    في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000
تعداد بازدید : 81471
صفحه از 260
پرینت  ارسال به