إذ نفي الافتراق ب «لن» ثمّ قوله صلى اللَّه عليه و آله: «حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوض» في بيان غاية عدم الافتراق صريح مؤكّد في بقائهما إلى يوم القيامة.
قال السمهودي - في ذكر التنبيهات المتعلقة بحديث الثقلين - : ثالثها : أنّ ذلك يفهِم وجود من يكون أهلاً للتمسّك به من أهل البيت والعترة الطاهرة في كلّ زمان وُجدوا فيه إلى قيام الساعة، حتّى يتوجّه الحثّ المذكور إلى التمسّك به، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك.۱
وقال ابن حجر في الصواعق :
وفي أحاديث الحثّ على التمسّك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهِّل للتمسّك به إلى يوم القيامة، كما أنّ الكتاب العزيز كذلك - وقال : - والحاصل أنّ الحثّ وقع على التمسك بالكتاب والسنّة وبالعلماء بهما من أهل البيت، ويستفاد من جميع مجموع ذلك بقاء الاُمور الثلاثة إلى قيام الساعة.۲
وقال العجيليّ في ذخيرة المآل - في حديث إنّي تارك فيكم - :
حثّ على التمسك بالكتاب والسنّة والعلماء بهما من أهل البيت، ويستفاد من ذلك بقاء الاُمور الثلاثة - وقال أيضاً: - وهم الحافظون لكتاب اللَّه وسنّة رسوله، لا يفارقونهما إلى يوم القيامة؛ لأنّه لابدّ من قيام للَّه بحجّة منهم، ووراثة نبّوته، وخلافة رسوله، فمنهم الظاهر، ومنهم المختفي، حتّى يكون خاتمهم في الوراثة المهديّ، ولهذا يتقدّم على عيسى بن مريم.۳
وقال شهاب الدين الدولتآبادي في هداية السعداء بعد ذكر حديث الثقلين ما ترجمته بالعربيّة:
ثبت بهذا الحديث بقاء العترة إلى يوم القيامة، فلابدّ أن يكون منهم من يهدي إلى الحقّ حتّى لا يضلّ التمسّك به.۴
1.جواهر العقدين، مخطوط. راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۳.
2.الصواعق المحرقة: ص ۱۵۱ و۱۵۰.
3.ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر اللآل في مناقب الآل، لأحمد بن عبد القادر العجيليّ، مخطوط. راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۴.
4.هداية السعداء، مخطوط. راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۵.