97
في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر

مِنكُم »؛ «وتُوشِك أنْ تَرِدُوا عَلَيَّ الحَوض»؛ «أسألُكم - سائِلُكم - حِينَ تَلْقَوني عن ثَقَلَيَّ»؛ «إنّي سائِلُكُم حينَ تَرِدونَ عَلَيَّ عَنِ الثَّقَلَينِ »؛ «إنَّ اللَّهَ سائِلي وسائِلُكم، فماذا أنتُم قائِلُون؟»، على اختلاف الروايات.
بشّر المتمسّكين بهما والآخذين والتابعين، وهدّد وحذّر الذين لم يتمسّكوا بهما وتركوهما.
قال السمهودي بعد ذكر حديث الثقلين عن اُمّ سلمة رضى اللَّه عنها ، وأخرجه جعفر بن محمّد الرزّاز عنها بلفظ: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و آله في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : «أيُّهَا النّاسُ ، يوشِكُ أن اُقبَضَ قَبضاً سَريعاً فَيُنطَلَقَ بي ، وقَد قَدَّمتُ إلَيكُمُ القَولَ مَعذِرَةً إلَيكُم ، ألا إنّي مُخَلِّفٌ فيكُم رَبّي عزّ وجلّ وعِترَتي أهلَ بَيتي ».
ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فَرَفَعَها فَقالَ : «هذا عَلِيٌّ مَعَ القُرآنِ، وَالقُرآنُ مَعَ عَلِيٍّ ، لا يَفتَرِقانِ حَتّى‏ يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَأَسأَلَهُما ما خُلِّفتُ فيهِما ».۱
ونظير هذا الكلام منقول عن الصواعق، والعقد النبوي، ووسيلة المآل، والصراط السويّ، والينابيع، واللمعات، وذخيرة المآل، ووسيلة النجاة؛ راجع في كلّ ذلك جامع الأحاديث.۲
وبالجملة: ظاهر التمسّك والأخذ والاعتصام بالعترة ونفي الضلال مشروطاً باتّباعهما، والنهي عن التقدّم عليهما، والإيعاد على الهلكة أن تقدّموا عليهما، هو ما قلنا من حجيّة القرآن وقول العترة وفعلهم وتقريرهم وإن كان احترامهم والتودّد إليهم واجباً بالآية الكريمة وغيرها ممّا هو مذكور في محلّه.
السابع: «فَتَعَلَّموا مِنهُم ولا تُعَلِّموهُم ، فَإِنَّهُم أعلَمُ مِنكُم» - كما في رواية حذيفة بن اليمان - يفيد : إيجاب التعلّم من العترة الطاهرة، وقد جاء في النصوص الاُخر بالأخذ والتمسّك والاعتصام دون غيرهم، وحرمة الرجوع إلى غيرهم، وإحاطة العترة الطيّبة بالأحكام الإلهيّة كما تقدّم في تفسير الثقل وإلاّ لم يأمر بالتعلّم منهم، والاعتراف بذلك من

1.جواهر العقدين: ج ۲ ص ۱۷۴، الصواعق المحرقة : ص‏۱۲۶ ؛ الأمالي للطوسي : ص‏۴۷۸ ح‏۱۰۴۵ وزاد فيه «خليفتان بصيران» بعد «مع عليّ» .

2.جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۷ وما بعدها.


في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
96

وقال كمال الدين بن فخر الدين الجهرميّ في البراهين القاطعة ما ترجمته بالعربيّة :
وفي أحاديث في التمسك بأهل البيت إشارة إلى أنّ من العترة من يكون أهلاً للتمسّك إلى القيامة، كما أنّ القرآن كذلك، و يشهد على ذلك الحديث السابق: «في كلّ خلف من اُمّتي عدول من أهل بيتي، وهم أمان لأهل الأرض».۱
وقال عليّ العزيزي في السراج المنير شرح جامع الصغير :
«وإنّهما - أي الكتاب والعترة - لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض» يحتمل أنّ المراد العلماء منهم ، يستمرّون آمرين بما في الكتاب إلى قيام الساعة.۲
وقال سعيد الدين الكازرونيّ في المنتقى بعد ذكر حديث الثقلين عن زيد بن أرقم:
فمادام القرآن باقياً فأولاد فاطمة رضى اللَّه عنها؛ باقون؛ لظاهر الحديث.۳
وقال المناوي ومحمّد بن عبد الباقي الزرقانيّ في شرح المواهب اللدنّيّة، في شرح جملة «وإنّهما لن يفترقا»
وفي هذا مع قوله أوّلًا «إنّي تارك فيكم» تلويح بل تصريح بأنّهما كتوأمين خلّفهما، ووصّى اُمّته بحسن معاملتهما، وإيثار حقّهما على أنفسهما، واستمساك بهما في الدين.۴
السادس: ليس المراد وجوب توقيرهم واحترامهم فقط، بل المراد وجوب اتّباعهم في الأقوال والأفعال، وكون قولهم وفعلهم حجّةً للعباد إذا تمسّكوا بهم، وحجّةً عليهم إذا تركوهم، وصرّح صلى اللَّه عليه و آله بذلك في نصّ الحديث بقوله صلى اللَّه عليه و آله: «ما إن تَمَسَّكتُم بِه - ما إن أخَذتُم بِه - ما إن اعتَصَمتُم بِه - لَن تَضِلُّوا» ؛ «لَن تَضِلُّوا إن اتَّبَعتُموهُما »؛ «إنّكم لَن تَضِلّوا بَعدَهُما ، »؛ «انظُروا كَيف تَخلُفونِي - تَحفَظونِي - فِيهما»؛ «فانظُروا كَيف تَلحَقوا بِي فِيهما »؛ «بِمَ - بما»؛ بماذا تَخلفوني فيهِما»؛ «إنَّ اللَّطِيفَ الخَبيرَ أخَبَرَني - نَبَّأنِي - أنبَأنِي - أنَّهما لَن يَفتَرِقا حتَّى يَلقيانِي؛ سألتُ ذلك ربِّي فأعطانِي »؛ «فَلا تَسبِقوهُم فَتَهلِكوا ، ولا تُعَلِّموهُم فَإِنَّهُم أعلَمُ

1.البراهين القاطعة، ترجمة الصواعق المحرقة(ترجم إلى الفارسيّة). راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۵.

2.راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۵؛ فيض القدير: ج ۳ ص ۲۰.

3.المنتقى في سيرة المصطفى، مخطوط. راجع: جامع أحاديث الشيعة: ج ۱ ص ۷۵.

4.فيض القدير: ج ۳ ص ۲۰.

  • نام منبع :
    في رحاب حديث الثقلين و احاديث اثني‌عشر
    سایر پدیدآورندگان :
    فرجی، مجتبی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
    شمارگان :
    1000
    قیمت :
    45000
تعداد بازدید : 81461
صفحه از 260
پرینت  ارسال به