البکاء (تفصیلی) - الصفحه 10

الاُمّ ، الأولاد ، الأصدقاء وغيرهم ، هو إشارة إلى الطرق الصحيحة لاستغلال فوائد البكاء . وبذلك فإنّ أتباع الإسلام يتمتّعون ببركات البكاء المعنوية والاُخروية بالإضافة إلى فوائده المادية والدنيوية .

4 . منشأ البكاء المفيد والبنّاء

يُعدّ العلم والإيمان منشأ البكاء المفيد والبنّاء ، فكلّما زادت معرفة الإنسان لحقائق الوجود وتعزّز إيمانه بعالَم ما بعد الموت ، اكتسبت القيمة الأخلاقية والعملية في الحياة مكانة أعلى وتمتّعت الروح بلطافة أكثر .
وتمتدّ جذورُ بكاء أولياء اللّه وعلى رأسهم خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله ، ۱ في العلم والإيمان ولطافة أرواحهم ، كما جاء في وصايا النبي صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ :
يا أبا ذرٍّ ، مَن اُوتِيَ مِنَ العِلمِ ما لا يُبكيهِ ، لَحَقيقٌ أن يَكونَ قَد اُوتِيَ عِلما لا يَنفَعُهُ ، لِأَنَّ اللّهَ نَعَتَ العُلَماءَ فَقالَ عز و جل : «إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَ يَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَ يَزِيدُهُمْ خُشُوعًا» . ۲
وهكذا ، فإنّ لآلئ الدمع الجميلة حارّها وباردها تتدحرج عند الفرح والحزن على خدود الأشخاص الذين يتمتّعون بلطافة الروح .

5 . منشأ البكاء المذموم

تمتدّ جذور البكاء المذموم ، في الجهل والذلّ وخنوع النفس والأرجاس الأخلاقية والعملية ، والاُناس الملوّثون لا يمكنهم أن يبكوا بكاءً مفيداً بسبب ابتلائهم بمرض

1.راجع: ص ۹۶ ( بكاء رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) .

2.راجع : ص ۴۵ ح ۹۹۸۳ .

الصفحه من 142