البکاء (تفصیلی) - الصفحه 6

كانَ يَحيَى بنُ زَكَرِيّا عليهماالسلام يَبكي ولا يَضحَكُ ، وكانَ عيسَى بنُ مَريَمَ عليهماالسلام يَضحَكُ ويَبكي ، وكانَ الَّذي يَصنَعُ عيسى عليه السلام أفضَلَ مِنَ الَّذي كان يَصنَعُ يَحيى عليه السلام . ۱
واستناداً إلى هذه الرواية ، فإنّ البكاء من خوف اللّه مطلوب ، إلّا أنّه يعتبر نوعاً من النقص إذا لم يقترن مع الضحك في الحالات التي يجب فيها على الإنسان أن يُظهر الفرح ، وعكس ذلك صحيح أيضاً .
فالإنسان السويّ يجمع بين الضحك والبكاء في الموضع المناسب ، كما كان ديدن عيسى عليه السلام ، والنبي الخاتم صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام .

2 . فوائد البكاء

إذا أخذنا بنظر الاعتبار حاجة الإنسان الطبيعية إلى البكاء ، فمن البديهي أنّ تأمين هذه الحاجة مفيد وبنّاء للجسم والروح ، ومع تطوّر العلم يتعرّف المجتمع البشري أكثر فأكثر على فوائد تأمين هذه الحاجة ، واستناداً إلى بعض التقارير ، فإنّ ما اكتُشف حتّى الآن فيما يتعلّق بفوائد البكاء هو :
أ ـ عندما يستولي علينا توتّر مثير ، فإنّ دماغنا وأجسامنا تبدأ بإنتاج تركيبات كيمياوية وهورمونات خاصّة ، ويساعد البكاء على إزالة هذه المركّبات الكيمياوية الزائدة التي لا حاجة إليها ، عن الجسم .
ب ـ الدموع العاطفية تطرد في الحقيقة المواد السامّة التي تتجمّع في الدم على إثر التوتّر .
ج ـ تقلّل الدموع العاطفية من نسبة المنغنيز في الجسم . فهذه الموادّ المعدنية

1.الكافي : ج ۲ ص ۶۶۵ ح ۲۰ ، مشكاة الأنوار : ص ۳۳۵ ح ۱۰۷۰ وفيه «يضحك ولا يبكي» بدل «يضحك ويبكى» ، قصص الانبياء للراوندي : ص ۲۷۳ ح ۳۵۲ عن الحسن بن الجهم عن الإمام الرضا عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۱۸۸ ح ۴۰ .

الصفحه من 142