البلاء (تفصیلی) - الصفحه 4

الاختبار ، ولكن يبدو أنّ هناك ثمّة تفاوت فيما بينها في نوع الاختبار ودرجاته ، رغم أنّها قد تستعمل أحياناً بدلاً من بعضها البعض من باب التوسّع والتسامح ، وربما أمكننا القول ، مع الأخذ بنظر الاعتبار المادة اللغوية ، أنّ «الامتحان» يطلق على البلاء الذي يكون أدقّ من «الاختبار» ؛ ذلك لأن الاختبار يكون مع الشدّة ومع غيرها ، أمّا الامتحان فيقترن عادة مع المحنة والشدّة . كما أنّ «البلاء» أدقّ من الامتحان وأشدّ ، و«الفتنة» أصعب أنواع الاختبار وأدقّها . ۱

البلاء في الكتاب والسنة

استُخدمت كلمة البلاء ومشتقّاتها ثمان وثلاثين مرّة في القرآن ، ويراد منها جميعا ـ تقريباً ـ الاختبار الإلهي للإنسان ، كما استخدمت كلمة «الفتنة» ومشتقّاتها ستّين مرة في القرآن ، حيث جاء البعض منها ۲ بهذا المعنى ، وكذا استخدمت مادة «امتحان» مرّتين ۳ في القرآن بمعنى الاختبار الإلهي .

معنى الاختبار الإلهي

عندما يطرح موضوع الاختبار الإلهي ، يتبادر السؤال التالي إلى الذهن : إنّ من يحتاج إلى الامتحان والاختبار هو الذي لا يعلم بنتيجة الامتحان وعاقبة الأمر ، وبناءً على ذلك فما حاجة اللّه تعالى العالِم بكلّ شيء والذي يتساوى عنده الظاهر والباطن ، إلى ابتلاء عباده؟ وباختصار ما هي الحكمة من البلاء الإلهي؟!
للإجابة على هذا السؤال نقول : إنّه ممّا لاشكّ فيه أنّ مفهوم البلاء مختلف بشأن

1.ورد في معجم الفروق اللغوية ص ۳۹۶ : «الفرق بين الفتنة والاختبار : أنّ الفتنة أشدّ الاختبار وأبلغه ، وأصله عرض الذهب على النار لتبيّن صلاحه من فساده» .

2.العنكبوت : ۳ ، الأنعام : ۵۳ ، الأعراف : ۱۵۵ ، طه : ۴۰ و ۸۵ و۹۰ ، ص : ۲۴ و ۳۴ ، الدخان : ۱۷ و . . .

3.الحجرات : ۳ و الممتحنة : ۱۰ .

الصفحه من 118