البلاء (تفصیلی) - الصفحه 42

فَقالَ الرِّضا عليه السلام : ذاكَ يونُسُ بنُ مَتّى عليه السلام «ذَّهَبَ مُغَاضِبًا» لِقَومِهِ ، «فَظَنَّ» بِمَعنَى استَيقَنَ «أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ» ؛ أي لَن نُضَيِّقَ عَلَيهِ رِزقَهُ ، ومِنهُ قَولُهُ عز و جل : «وَ أَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَيهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ» ؛ أي ۱ ضَيَّقَ وقَتَّرَ ، «فَنَـادَى فِى الظُّلُمَاتِ» ـ أي ظُلمَةِ اللَّيلِ وظُلمَةِ البَحرِ ، وظُلمَةِ بَطنِ الحوتِ ـ : «أَن لَا إِلَـهَ إِلَا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» بِتَركي مِثلَ هذِهِ العِبادَةِ الَّتي قَد فَرَّغتَني لَها في بَطنِ الحوتِ ، فَاستَجابَ اللّهُ لَهُ وقالَ عز و جل : «فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» . ۲
فَقالَ المَأمونُ : للّهِِ دَرُّكَ ۳ يا أبَا الحَسَنِ . ۴

1 / 14

اِبتِلاءُ داوودَ عليه السلام

الكتاب

«وَ هَلْ أَتَـيكَ نَبَؤُاْ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُواْ الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُواْ عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُواْ لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَ اهْدِنَآ إِلَى سَوَآءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَـذَا أَخِى لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِىَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَ عَزَّنِى فِى الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَـلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَ قَلِيلٌ مَّا هُمْ وَ ظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَ خَرَّ رَاكِعًا وَ أَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَ لِكَ وَ إِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَ حُسْنَ مَـ?ابٍ» . ۵

1.في المصدر : «أو» بدل «أي» ، والصواب ما أثبتناه كما في المصادر الاُخرى .

2.الصافات : ۱۴۳ و ۱۴۴ .

3.للّه ِ دَرُّكَ : أي للّه ِ ما خرج منك من خير (لسان العرب : ج ۴ ص ۲۷۹ «درر») .

4.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۹۵ ـ ۲۰۱ ح ۱ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۲۳ ـ ۴۳۲ ح ۳۰۸ وفيه «قرّت عيني بها» بدل «فرّغتني لها» ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۸۲ ح ۸ .

5.ص : ۲۱ ـ ۲۵ .

الصفحه من 118