البلاء (تفصیلی) - الصفحه 47

كلام حول ابتلاءات الأنبياء عليهم السلام ۱

يستلزم الابتلاء والشدة نوعاً من الإنهاك والضرر والتغيّر الظاهري من جهة ، وهما من جهة اُخرى أساس الاختبار والامتحان . والضغوط المولدة للصبر والمرسخة للإرادة ، تؤدّي إلى تعزيز الروح ، كما أنّها توجب تمرّس الجسم واستقامته وزوال الكسل عنه . وبناءً على ذلك فإنّ الابتلاء هو مصنع للرجال ، وأساس تجلّي حقيقة الإنسانية وتنميتها .
ولذلك فإنّ اللّه ـ تعالى ـ قد عمّ بابتلاءاته جميع الأنبياء والأولياء عليه السلام فأصبحوا مشمولين بألطافه الخفية وعناياته الخاصة . بحيث جاء في الروايات بناء على قاعدة «البلاء للولاء» :
أعظَمُ النّاسِ بَلاءً الأَنبِياءُ ثُمَّ الأَمثَلُ فَالأَمثَلُ . ۲
كما نقل عن أشرف الرسل صلى الله عليه و آله قوله :
ما اُوذَيَ نَبِيٌّ مِثلَ ما اُوذيتُ . ۳

1.تمّ إعداد هذا البيان من قبل سماحة حجة الإسلام الشيخ علي شاه علي زاده ، وتمّت مراجعته وإكماله على يد الباحث المحترم حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ محمّد إحساني فر .

2.الخصال : ص ۴۰۰ ح ۱۰۸ .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۳ ص ۲۴۷ ؛ بحار الأنوار : ج ۳۹ ص ۵۶ .

الصفحه من 118