البلاء (تفصیلی) - الصفحه 51

4 . إبراهيم عليه السلام

إنّ بعض السحرة ومفسّري الأحلام في بلاط نمرود كانوا يتنبّؤون بولادة طفل سوف يقوّض دعائم مُلك نمرود ، ولهذا فقد أمَرَ نمرود أن يحولوا دون حمل النساء لفترة . وقد ولد إبراهيم عليه السلام في هذه الحقبة الزمنية ، ونشأ وترعرع في الخفاء وتحت ظروف صعبة ، وبُعث وهو في عنفوان شبابه برسالة في غاية الخطورة ، وقد واصل كفاحه ضد عبادة الأوثان ومن أجل إقامة التوحيد وترسيخه وإقامة القيم التوحيدية حتى عرف بأبي الأمم الموحدة . ولم يثنه عن ذلك نار نمرود العظيمة التي قذفه فيها ، ولا تعرّضه للأذى هو وأتباعه ولا أسر بعض أتباعه ، ولا التغرّب عن وطنه بابل .
ولم يكن له ولد حتّى بلوغه المئة من عمره ، فرزقه اللّه تعالى إسماعيل . ثم إنّه أسكن إسماعيل واُمّه بأمرٍ من اللّه تعالى في أرض مكّة القاحلة والفاقدة لظروف الحياة والعيش ، على إثر حسد زوجته سارة لهما ، وذلك كي تترسخ اُسس العبودية وإقامة الصلاة . فلمّا شبَّ إسماعيلُ اُمر إبراهيم بأن يذبح ابنه إسماعيل وهو في ريعان شبابه . وكلّ ذلك ما هو إلا جانبٌ ضئيل من ابتلاءات إبراهيم عليه السلام الكثيرة . ومن جملة الابتلاءات التي ذكرت في القرآن الكريم بشأن إبراهيم الخليل عليه السلام :
1 . الثورة ضدّ عبادة الأوثان وتحمّل تبعات ذلك وآثاره . ۱
2 . الجهاد لتحرير النبي لوط عليه السلام من أسر الكفار . ۲
3 . الهجرة من مسقط رأسه إلى بلاد بعيدة من أجل متابعة مسؤولية الرسالة . ۳
4 . الانفصال عن زوجته وأولاده وتركهم في أرض تفتقر إلى مقوّمات الحياة ،

1.الأنبياء : ۵۹ ، الصافات : ۹۷ و ۹۸ .

2.راجع : وسائل الشيعة : ج ۱۱ ص ۱۱۰ ح ۲۰۱۷۷ ، مستدرك الوسائل : ج ۱۱ ص ۱۱۹ ح ۱۲۵۸۴ .

3.الصافات : ۹۹ ، الأنبياء : ۷۱ والعنكبوت : ۲۶ .

الصفحه من 118