البلاء (تفصیلی) - الصفحه 57

10 . داود عليه السلام

هيّأ جهادُ داود تحت راية طالوت مقابل جالوت ، ومقتل قائد الكفر وزعيمه حيث تمّ ذلك على أساس الإيمان والتوكّل مع الدراية والقوّة والمهارة ، الظروفَ العامّةَ لحكم هذا الزعيم الإلهي والشاب الورع ، ليتسنّى للمؤمنين من بني إسرائيل أن يدافعوا تحت لوائه عليه السلام عن كيانهم من شرّ الكافرين ، إلّا أنّه وكما تقدّمت الإشارة إليه في ابتلاءات موسى عليه السلام أنّ خصوصيات بني إسرائيل الأخلاقية والسلوكية ، مضافا إليه مرور ردح طويل من عمر داود عليه السلام في مجاهدة الكفار وقتالهم ، كلّ ذلك يكفي لأن نطّلع بشكل إجمالي على الجانبين الكمّي والكيفي لقسم من ابتلاءات ذلك القائد الإلهي العظيم . ومنها :
1 . الجهاد في مقابل جالوت وسائر الكفّار والظالمين . ۱
2 . الابتلاء الإلهي الصعب في القضيّة الرمزيّة المتمثّلة في الحكم بين أصحاب النعاج . ۲
3 . مسؤوليّة الإمامة والحكم فضلاً عن المسؤولية الفادحة للرسالة . ۳

11 . سليمان عليه السلام

نظراً إلى أن خلافة سليمان عليه السلام لأبيه داود عليه السلام ترتبط بعهد استقرار الحكومة ، فإنّ الجهاد والحروب لم يكن يكتنفها مثل تلك المشكلات ؛ لامتداد ملكه في الأقاليم العديدة وفي منطقة مترامية الأطراف ، وخضوع الجنّ والإنس والطير والحيوانات الاُخرى له؛ إلّا أن مشاكل إدارة ذلك الملك العظيم والمنقطع النظير يجب اعتبارها من نوعها ، ذلك لأنّ الحكّام كانوا يوظّفون تجارب نظرائهم في إدارة ملكهم؛ ولكن

1.البقرة : ۲۵۱ .

2.ص : ۲۱ ـ ۲۵ .

3.ص : ۲۶ .

الصفحه من 118