البلاء (تفصیلی) - الصفحه 61

1 / 17

اِبتِلاءُ أصحابِ السَّبتِ

الكتاب

«وَسْـ?لْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِى السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ» . ۱

الحديث

۱۱۱۵۰.الإمام زين العابدين عليه السلامـ في أصحابِ السَّبتِ ـ :كانَ هؤُلاءِ قَوماً يَسكُنونَ عَلى شاطِئِ بَحرٍ ، نَهاهُمُ اللّهُ وأَنبِياؤُهُ عَنِ اصطِيادِ السَّمَكِ في يَومِ السَّبتِ ، فَتَوَصَّلوا إلى حيلَةٍ لِيُحِلُّوا بِها لِأَنفُسِهِم ما حَرَّمَ اللّهُ ، فَخَدُّوا أخادِيدَ وعَمِلوا طُرُقاً تُؤَدّي إلى حِياضٍ يَتَهَيَّأُ لِلحِيتانِ الدُّخولُ فيها مِن تِلكَ الطُّرُقِ ، ولا يَتَهَيَّأُ لَهَا الخُروجُ إذا هَمَّت بِالرُّجوعِ مِنها إلَى اللُّجَجِ ۲ ، فَجاءَتِ الحِيتانُ يَومَ السَّبتِ جارِيَةً عَلى أمانِ اللّهِ لَها ، فَدَخَلَتِ الأَخاديدَ وحَصَلَت فِي الحِياضِ وَالغُدرانِ .
فَلَمَّا كانَت عَشِيَّةَ اليَومِ هَمَّت بِالرُّجوعِ مِنها إلَى اللُّجَجِ لِتَأمَنَ صائِدَها ، فَرامَتِ الرُّجوعَ فَلَم تَقدِر ، واُبقِيَت لَيلَتَها في مَكانٍ يَتَهَيَّأُ أخذُها يَومَ الأَحَدِ بِلَا اصطِيادٍ ؛ لِاستِرسالِها فيهِ وعَجزِها عَنِ الاِمتِناعِ لِمَنعِ المَكانِ لَها ، فَكانوا يَأخُذُونَها يَومَ الأَحَدِ ويَقولونَ : مَا اصطَدنا يَومَ السَّبتِ ، إنَّمَا اصطَدنا فِي الأَحَدِ ! وكَذَبَ أعداءُ اللّهِ ، بَل كانوا آخِذينَ لَها بِأَخاديدِهِمُ الَّتي عَمِلوها يَومَ السَّبتِ ، حَتّى كَثُرَ مِن ذلِكَ مالُهُم وثَراؤُهُم ، وتَنَعَّموا بِالنِّساءِ وغَيرِهِنَّ؛ لِاتِّساعِ أيديهِم بِهِ .
وكانوا فِي المَدينَةِ نَيِّفاً وثَمانينَ ألفاً ، فَعَلَ هذا مِنهُم سَبعونَ ألفاً وأَنكَرَ

1.الأعراف : ۱۶۳ .

2.اللُّجّة: الماء الكثير الذي لايُرى طرفاه (تاج العروس: ج ۳ ص ۴۷۰ «لجج»).

الصفحه من 118