البلاء (تفصیلی) - الصفحه 67

فَلَمّا جاوَزُوا النَّهَرَ ونَظَروا إلى جُنودِ جالوتَ ، قالَ الَّذينَ شَرِبوا مِنهُ : «لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ» ، وقالَ الَّذينَ لَم يَشرَبوا : «رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ»۱ . فَجاءَ داودُ عليه السلام حَتّى وَقَفَ بِحِذاءِ جالوتَ ، وكانَ جالوتُ عَلَى الفيلِ وعَلى رَأسِهِ التّاجُ ، وفي [جَبهَتِهِ] ۲ ياقوتٌ يَلمَعُ نورُهُ ، وجُنودُهُ بَينَ يَدَيهِ ، فَأَخَذَ داودُ مِن تِلكَ الأَحجارِ حَجَرا فَرَمى بِهِ في مَيمَنَةِ جالوتَ ، فَمَرَّ فِي الهَواءِ ووَقَعَ عَلَيهِم فَانهَزَموا ، وأَخَذَ حَجَرا آخَرَ فَرمى بِهِ في مَيسَرَةِ جالوتَ فَوَقَعَ عَلَيهِم فَانهَزَموا ، ورَمى جالوتَ بِحَجَرٍ ثالِثٍ فَصَكَّ ۳ الياقوتَةَ في جَبهَتِهِ ووَصَلَ إلى دِماغِهِ ، ووَقَعَ إلَى الأَرضِ مَيِّتا ، فَهُوَ قَولُهُ : «فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَءَاتَـيهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ»۴ . ۵

1 / 19

اِبتِلاءُ المُسلِمينَ في عَصرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله

الكتاب

«يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَ إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُواْ زِلْزَالًا شَدِيدًا» . ۶

1.البقرة : ۲۵۰ .

2.مابين المعقوفين سقط من المصدر ، وأثبتناه من بحار الأنوار .

3.الصَكُّ : الضَربُ (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۰۴۰ «صكك») .

4.البقرة : ۲۵۱ .

5.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۸۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۴۴۱ ح ۴ .

6.الأحزاب : ۹ ـ ۱۱ .

الصفحه من 118