البلاء (تفصیلی) - الصفحه 8

هذه السنة على جميع الناس :
«أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ » . ۱
وبالطبع فإنّ الاختبار الشامل للكلّ ، ليس على مستوى واحد وليس متماثلاً ، بل إنّ اختبار كلّ شخص يكون بحسب إمكانياته وقدراته ، ولذلك فإن ابتلاء الأنبياء والشخصيات البارزة في المجتمع البشري ، يكون أصعب وأشد من الابتلاء الذي يحيق بالآخرين ، كما جاء في رواية عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
إنَّ أشَدَّ النّاسِ بَلاءً الأَنبِياءُ ، ثُمَّ الَّذينَ يَلونَهُم ، ثُمَّ الَّذينَ يَلونَهُم ، ثُمَّ الَّذينَ يَلونَهُم . ۲

الاختبار بواسطة الخير والشرّ

من بين الملاحظات التي تحظى بالاهتمام والتأمل إلى حد كبير في معرفة سنة الابتلاء ، أن هذه السنة تجري على أساس الحكمة الإلهية البالغة عبر طريقين ، وهذان الطريقان يبدو أحدهما للوهلة الأولى خيراً وجميلاً والآخر شراً وقبيحاً ، لاحظوا الآيات التالية :
«وَ نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً وَ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ » .۳«وَ بَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّـئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » . ۴

1.العنكبوت : ۲ و ۳ .

2.السنن الكبرى للنسائي : ج ۴ ص ۳۸۰ ح ۷۶۱۳ ، مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص ۳۰۶ ح ۲۷۱۴۷ ، مسند إسحاق بن راهويه : ج ۵ ص ۲۶۰ ح ۲۴۱۳ ، المعجم الكبير : ج ۲۴ ص ۲۴۵ ح ۶۲۸ ، كنزالعمّال : ج ۳ ص ۳۲۷ ح ۶۷۸۲ ؛ التمحيص : ص ۳۵ ح ۳۰ ، الكافي : ج ۲ ص ۲۵۲ ح ۱ كلاهما عن هشام بن سالم عن الإمام الصادق عليه السلام وفيه «ثم الأمثل فالأمثل» بدل «ثم الذين يلونهم» الثانية والثالثة وص ۲۵۳ ح ۴ عن فضيل بن يسار عن الإمام الباقر عليه السلام نحوه ، بحارالأنوار : ج ۶۷ ص ۲۴۱ ح ۷۱ .

3.الأنبياء : ۳۵ .

4.الأعراف : ۱۶۸ .

الصفحه من 118