القضاء والقدر - الصفحه 14

وفي رواية اُخرى عن يونس عنه عليه السلام قالَ : لا يكونُ إلّا ما شاءَ اللَّهُ وأرادَ وقَدَّرَ وقَضى‏ . قلتُ : فما مَعنى‏ شاءَ ؟ قالَ : ابتِداءُ الفِعلِ ، قلتُ : فما مَعنى‏ أرادَ ؟ قالَ : الثُّبوتُ علَيهِ . قلتُ : فما مَعنى‏ قَدَّرَ ؟ قالَ : تَقديرُ الشي‏ءِ مِن طُولِهِ وعَرضِهِ . قلتُ : فما مَعنى‏ قَضى‏ ؟ قالَ : إذا قَضى‏ أمضى‏ ، فذلكَ الذي لا مَرَدَّ لَهُ .
وفي التَّوحيد عن الدَّقّاقِ عن الكُلَينيِّ عن ابنِ عامرٍ عنِ المُعَلّى‏ ، قالَ : سُئلَ العالِمُ عليه السلام : كيفَ عَلِمَ اللَّهُ ؟ قالَ : عَلِمَ وشاءَ وأرادَ وقَدَّرَ وقَضى‏ وأمضى‏ ، فَأمضى‏ ما قَضى‏ ، وقَضى‏ ما قَدَّرَ ، وقَدَّرَ ما أرادَ ، فَبِعِلمِهِ كانَتِ المَشيّةُ ، وبمَشيَّتِهِ كانتِ الإرادَةُ ، وبإرادَتِهِ كانَ التَّقديرُ ، وبتَقديرِهِ كانَ القَضاءُ ، وبقَضائهِ كانَ الإمضاءُ ، فالعِلمُ مُتَقدِّمٌ علَى المَشيَّةِ ، والمَشيَّةُ ثانيَةٌ ، والإرادةُ ثالثَةٌ ، والتَّقديرُ واقِعٌ علَى القَضاءِ بالإمضاءِ . فَلِلهِ تبارَكَ وتعالى‏ البَداءُ فيما عَلِمَ مَتى‏ شاءَ وفيما أرادَ لِتَقديرِ الأشياءِ ، فإذا وَقَعَ القَضاءُ بالإمضاءِ فلا بَداءَ ، الحديث.
والذي ذكره عليه السلام من ترتّب المشيّة علَى العلم والإرادة علَى المشيّة ، وهكذا ترتّب عقليّ بحسب صحّة الانتزاع.
وفيه بإسناده عن ابن نُباتَة قال : إنّ أميرَ المؤمنينَ عليه السلام عَدَلَ مِن عِندِ حائطٍ مائلٍ إلى‏ حائطٍ آخَرَ ، فقيلَ لَهُ : يا أميرَ المؤمنينَ ، تَفِرُّ مِن قَضاءِ اللَّهِ ؟ ! قالَ : أفِرُّ مِن قَضاءِ اللَّهِ إلى‏ قَدَرِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .
أقول : وذلك أنّ القدر لا يحتم المقدّر ، فمن المَرجوّ أن لا يقع ما قدّر ، أمّا إذا كان القضاء فلا مَدفع له ، والروايات في المعاني المتقدّمة كثيرة من طرق أئمة أهل البيت عليهم السلام .۱

3296 - كِتابَةُ القَضاءِ وَالقَدَرِ عَلَى الإنسانِ‏

۱۶۸۹۵.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : يَدخُلُ المَلَكُ علَى النُّطفَةِ بعدَما تَستَقِرُّ في الرَّحِمِ بأربَعينَ لَيلةً فيَقولُ : يا رَبِّ ، ماذا ، أشَقِيٌّ أم سَعيدٌ ؟

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۳/۷۲ - ۷۵ .

الصفحه من 20