الكِبر - الصفحه 12

الكِبر خُلق باطن ، وأمّا ما يظهر من الأخلاق والأفعال فهي ثمرتها ونتيجتها ، وينبغي أن تسمّى‏ تكبّراً ، ويخصّ اسم الكِبر بالمعنَى الباطن الذي هو استعظام النفس ، ورؤية قدرها فوق قدر الغير .
وهذا الباطن له موجب واحد وهو العُجب الذي يتعلّق بالمتكبّر كما سيأتي معناه ، فإنّه إذا اُعجِب بنفسه وبعلمه وعمله أو بشي‏ءٍ من أسبابه استعظم نفسه وتكبّر .
وأمّا الكِبر الظاهر فأسبابُهُ ثلاثة : سبب في المُتكبِّر ، وسبب في المُتكبَّر عليه ، وسبب يتعلّق بغيرهما . أمّا السبب الذي في المُتكبِّر فهو العُجب ، والذي يتعلّق بالمُتكبَّر عليه هو الحِقد والحسد، والذي يتعلّق بغيرهما هو الرِّياء.
فتصير الأسباب بهذا الاعتبار أربعة : العُجب ، والحِقد ، والحَسَد ، والرِّياء .۱

(انظر) الكذب : باب 3406 .

3384 - عِلاجُ الكِبرِ

۱۷۳۸۵.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : لا يَنبَغي لِمَن عَرَفَ اللَّهَ أن يَتَعاظَمَ .۲

۱۷۳۸۶.عنه عليه السلام: لو أرادَ اللَّهُ أن يَخلُقَ آدمَ مِن نورٍ يَخطَفُ الأبصارَ ضِياؤهُ ويَبهَرُ العُقُولَ رُواؤهُ وطِيبٍ يأخُذُ الأنفاسَ عَرفُهُ لَفَعلَ ، ولو فَعَلَ لَظَلَّت لَهُ الأعناقُ خاضِعَةً (خاشِعَةً)، ولَخَفَّتِ (لَحَقَّتِ) البَلوى‏ فِيهِ علَى المَلائكةِ ، ولكنَّ اللَّهَ سبحانَهُ يَبتَلي خَلقَهُ بِبَعضِ ما يَجهَلُونَ أصلَهُ ، تَمييزاً بالاختِبارِ لَهُم، ونَفياً للاستِكبارِ عَنهُم ، وإبعاداً لِلخُيَلاءِ مِنهُم .۳

۱۷۳۸۷.عنه عليه السلام: لو كانَتِ الأنبياءُ أهلَ قُوَّةٍ لا تُرامُ وعِزَّةٍ لا تُضامُ ... لكانَ ذلكَ أهوَنَ علَى الخَلقِ في الاعتِبارِ وأبعَدَ لَهُم في الاستِكبارِ ... ولكنَّ اللَّهَ سبحانَهُ أرادَ أن يَكونَ الاتِّباعُ لِرُسُلِهِ والتَّصديقُ بكُتُبِهِ والخُشوعُ لوَجهِهِ والاستِكانَةُ لأمرِهِ والاستِسلامُ لِطاعتِهِ ، اُموراً لَهُ خاصَّةً

1.المحجّة البيضاء : ۶/۲۴۵ .

2.غرر الحكم : ۱۰۷۳۹ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

الصفحه من 18