حول الکتاب الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - الصفحه 3

أكبر دروس عاشوراء

يقدّم تاريخ عاشوراء دروساً أخلاقيّة وسياسيّة واجتماعيّة قيّمة ومتنوّعة للاُمّة الإسلاميّة ، بل لجميع الأحرار ، إلّا أنّ درسها الأكبر يتمثّل في التحذير من الاستحالة الثقافية والسياسية في مجتمع تسوده القيم .
ويعتبر هذا الدرس بالغ الأهمّية ، خاصّة للشعب الإيراني الذي قام بثورته استلهاماً من ثورة عاشوراء وبقيادة أحد أولاد أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام الحقيقيّين ، ألا وهو الإمام الخميني رحمة اللَّه عليه ؛ إذ إنّ هذا الدرس جدير بأن يلهمه الوعي ويعطيه العِبَر .
إنّ تاريخ عاشوراء يتمتّع بقابلية لا نظير لها في هداية البشرية وبناء المجتمع الإنساني المثالي القائم على القيم الإسلاميّة ، وإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار هذه القابلية الثقافية ، فسينكشف لنا سرّ الحديث النبويّ المكتوب على يمين العرش والذي ذكر فيه الحسين عليه السلام باعتباره مصباح الهدى وسفينة النجاة :
إنَّ الحُسَينَ بنَ عَليٍّ عليه السلام في السَّماءِ أكبَرُ مِنهُ فِي الأَرضِ ؛ وإنَّهُ لَمَكتوبٌ عَن يَمينِ عَرشِ اللَّهِ عَزَّوجَلَّ : مِصباحُ هُدىً ، وسَفينَةُ نَجاةٍ . ۱
ولا شكّ في أنّ جميع أئمّة أهل البيت عليهم السلام هم مصابيح الهدى وسفن النجاة ، إلّا أنّ القابلية الثقافية الواسعة لتاريخ عاشوراء أدّت إلى أن يسجَّل اسم الإمام الحسين عليه السلام باعتباره مصباح الهدى وسفينة النجاة .
وهكذا فإنّ الاستغلال الصحيح للقابليّات الثقافية لتاريخ عاشوراء ، ليس بإمكانه أن ينقذ العالم الإسلامي فحسب ، بل هو كفيل بأن ينقذ العالم كلّه من الطريق الثقافي والسياسي والاجتماعي المسدود الذي ابتلي به اليوم .
وهذا هو السرّ في كلّ هذا التأكيد من قبل أهل البيت عليهم السلام على إحياء ذكرى عاشوراء ، والتوجّه إلى كربلاء وزيارة سيّد الشهداء .

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۵۹ ح ۲۹.

الصفحه من 10