الشيخ الطوسي و تراثه الحديثي - الصفحه 120

الشيخ الطوسي وتراثه الحديثي

إعداد التحرير

بسم الله الرّحمن الرّحيم
عزمنا ـ منذ أوّل عدد ـ على تزويد القُرّاء في هذا الباب بالتعريف بـ «أعلام المحدّثين وتراثهم» فبدأنا بإمام المحدّثين أبي جعفر الكليني ، في العدد الأول ، وأتبعناه في العدد الثاني بدراسة عن رئيس المحدّثين الشيخ الصدوق ، وكانت الدراسة في العدد الثالث عن الكاتب النعماني المحدّث الأقدم ، وجاء دور الحديث عن شيخ الطائفة الإمام أبي جعفر الشيخ الطوسي ، وعنده وقفنا أمام جَبَلٍ عظيم ، لا تستوعبه الدراسة المنفردة بمقال في صفحات ، فجلالة الشيخ في شخصيّته المتعدّدة الجوانب ، وسعة جهوده الجبارة في مدرسته الكبرى ، وعظمة تراثه المتنوّع في كلّ فنون الإسلام ، تُوجب حيرة الكاتب من أين يبدأ؟ وإلى اين ينتهي؟
وقد حظي الشيخ باهتمام كبير من قبل الباحثين ، فصدرت حوله بحوث ودراسات واسعة ، من أهمها ما نشر بمناسبة الذكرى الألفيّة لولادة الشيخ الطوسي في مدينة مشهد الرضاعليه السّلام عام (1385هـ ) وإصدارات جامعية ، واُخرى بمناسبة
مرور ألف عام على تأسيس الجامعة الدينيّة في النجف الأشرف ، مضافاً إلى الدراسات الخاصة القيّمة بقلم أعلام الطائفة ، مثل ما كتبه الإمام المجتهد المجدّد سيد الطائفة السيد البروجردي الطباطبائي (ت 1380هـ ) في مقدّمة كتاب (الخلاف) للشيخ الطوسي ، طبع طهران عام 1370هـ ، وما كتبه الإمام شيخ مشايخ الحديث شيخنا الشيخ آقا بزرك الطهراني (ت 1389هـ ) في مقدّمة كتاب (النهاية) للشيخ الطوسي ، طبع بيروت ، وكتابات متفرّقة لباحثين معاصرين .
وهذه الأعمال كلّها منشورة ، بحمد الله .
ونحن نسعى لتقديم أفضل المباحث الجامعة لكلّ جوانب الطوسي في حلقات بعون الله .
وقد صمّمنا على تقديم ما يؤدّي الحقّ في مجال التعريف بالشيخ الطوسي من حيث الترجمة ، وبيان الشخصية العالمية ، وما يرتبط بجهده الحديثي خاصّة ، في هذا القسم ، على أمل القيام بدراسة نشاطه العلمي ومدرسته في قسم آخر .
ولهذا القسم نقدّم دراستين نفيستين كتبهما رجلان من أعمدة التراث الشيعي في عصرنا ، وهما :
العلامة المحقق الجليل القاضي شيخنا السيد محمد صادق بحر العلوم (1315 ـ 1399هـ ) .
والعلامة المفهرس المتتبّع صديقنا السيد عبدالعزيز الطباطبائي (ت 1416هـ ) .
فالسيّد بحر العلوم انبرى للكتابة عن الشيخ في أكثر من مجال ، كمقدمته الطويلة لرجال الطوسي ، المطبوع في النجف ، ومقدمته للفهرست كذلك ، وقد خصّص في كتابه القيّم «دليل القضاء الشرعي» ترجمة واسعة للشيخ الطوسي ، احتلّت من الجزء الثالث ، الصفحات (177 ـ 212) .
وأصبح ذلك البحث القيم من النوادر المغمورة ، لوجوده ضمن صفحات ذلك الكتاب من جهة ، ولنفاد نسخه من جهة اُخرى .
فعزمنا على إبرازه بشكل يجمع بين اختصاره ، بحيث يغني المراجعين ويجمع المعلومات المفيدة والداخلة في صميم حياة الشيخ الطوسي ، وبين ترتيبه ليكون أكثر إفادة وأسهل استنتاجاً .
والسيد الطباطبائي ، كتب باللغة الفارسية بحثاً طويلاً ، نشر في دوريّة (ميراث إسلامي إيران) السنوية ، التي أصدرتها مكتبة آية الله المرعشي في قم ، في العدد الثاني لعام 1414هـ ، بعنوان «شخصيت علمي ومشايخ شيخ طوسي» في الصفحات (363 ـ 412) .
ونقدّم هنا مختصراً مما أورده عن «شخصيّة الشيخ الطوسي» بعد ترجمته إلى العربيّة .
وقد حافظنا فيما نقدّمه على نصّ ما أورده السيّدان ، وميّزنا ما أضفناه ـ عند الضرورة ـ بوضعه بين المعقوفتين .
والله الموفّق والمعين
التحرير

الصفحه من 163