115
ميزان الحکمه المجلد الثالث

(يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ فَأَنَّى‏ تُصْرَفُونَ ) .۱

الحديث :

۵۱۶۶.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : أمْ هذا الّذي أنْشَأهُ في ظُلُماتِ الأرْحامِ وشُغُفِ الأسْتارِ نُطْفَةً دِهاقاً ... ثُمّ مَنَحَهُ قَلباً حافِظاً ، ولِساناً لافِظاً ، وَبصَراً لاحِظاً ، لِيَفْهَمَ مُعْتَبِراً ، ويُقَصِّرَ مُزْدَجِراً ، حتّى‏ إذا قامَ اعْتِدالُهُ واسْتَوى‏ مِثالُهُ ، نَفَرَ مَسْتَكْبِراً .۲

۵۱۶۷.الإمامُ الباقرُ عليه السلام- في قولهِ تعالى‏ :(مِن نُطْفَةٍ أمْشاجٍ )۳-: ماءُ الرَّجلِ وماءُ المرأةِ اخْتَلَطا جَميعاً .۴

۵۱۶۸.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : والعَجَبُ مِن مَخْلوقٍ يَزْعُمُ أنّ اللَّهَ يَخْفى‏ على‏ عِبادِهِ وهُو يَرى‏ أثَرَ الصُّنْعِ‏في نَفْسِهِ بتَرْكيبٍ يَبْهَرُ عَقْلَهُ ، وتَأليفٍ يُبْطِلُ حُجَّتَهُ (جُحودَهُ) ! ولَعَمْري لَو تَفَكّروا في هذِه الاُمورِ العِظام لَعايَنوا مِن أمرِ التَّرْكيبِ البَيِّنِ ، ولُطْفِ التَّدبيرِ الظّاهِرِ ، ووُجودِ الأشياءِ مَخلوقَةً بَعدَ أنْ لَم تَكُنْ ، ثُمّ تَحَوُّلِها مِن طَبيعَةٍ إلى‏ طَبيعَةٍ ، وصَنيعَةٍ بَعدَ صَنيعَةٍ ، ما يَدُلُّهُم على‏ الصّانعِ .۵

۵۱۶۹.بحار الأنوار : الإمامُ الصّادقُ عليه السلام - لَمّا دَخلَ علَيهِ ابنُ أبي العَوْجاءِ - : يابنَ أبي العَوْجاءِ ، أمَصْنوعٌ أنتَ أمْ غَيرُ مَصنوعٍ ؟ قالَ : لَستُ بمَصْنوعٍ ، فقالَ لَهُ الصّادقُ عليه السلام: فلَو كُنتَ مَصْنوعاً كيفَ كنتَ تكونُ ؟ فلَم يُحِرْ ابنُ أبي العَوْجاءِ جَواباً ، وقامَ وخَرجَ .۶

۵۱۷۰.التوحيد : قال الإمام الصادق عليه السلام - لابن أبي العوجاء - : أمَصْنوعٌ أنتَ أم غَيرُ مَصنوعٍ ؟ فقالَ عبدُ الكريمِ بنُ أبي العَوْجاءِ : بل أنا غَيرُ مَصنوعٍ ، فقالَ لَهُ العالِمُ عليه السلام : فصِفْ لي : لَو كُنتَ مَصنوعاً كيفَ كنتَ تكونُ ؟ فبقيَ عبدُ الكريمِ مَلِيّاً لا يُحِيرُ جَواباً ، ووَلِعَ بخَشَبَةٍ كانتْ بَينَ يَدَيهِ ، وهُو يقولُ : طويلٌ عَريضٌ عَميقٌ قَصيرٌ مُتَحرِّكٌ ساكِنٌ ، كلُّ ذلكَ صفةُ خَلْقِهِ ! فقالَ لَهُ العالِمُ عليه السلام : فإنْ كنتَ لمْ تَعْلَمْ صِفَةَ الصَّنْعَةِ غَيرَها فاجْعَلْ نَفسَكَ مَصْنوعاً لِما تَجِدُ في نَفْسِكَ مِمّا يَحْدُثُ مِن هذهِ الاُمورِ .۷

1.الزمر : ۶ .

2.نهج البلاغة: الخطبة ۸۳ .

3.الإنسان : ۲ .

4.تفسير القمّي : ۲/۳۹۸ .

5.بحار الأنوار : ۳/۱۵۲ .

6.بحار الأنوار : ۳/۳۱/۴ .

7.التوحيد : ۲۹۶/۶ .


ميزان الحکمه المجلد الثالث
114

۵۱۶۲.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام- وقد سألَهُ زِنْديقٌ : ما الدَّليلُ على‏ صانِعِ العالَمِ ؟ -: وجودُ الأفاعيلِ الّتي دَلّتْ على‏ أنّ صانِعاً صَنَعَها ، ألا تَرى‏ أ نّكَ إذا نَظَرْتَ إلى‏ بِناءٍ مُشَيَّدٍ مَبْنيٍّ عَلِمتَ أنّ لَهُ بانِياً ، و إنْ كُنتَ لَم تَرَ البانيَ ولَم تُشاهِدْهُ؟!۱

۵۱۶۳.عنه عليه السلام : أوَّلُ العِبَرِ والأدِلَّةِ على‏ الباري جَلّ قُدْسُهُ تَهْيئَةُ هذا العالَمِ وتأليفُ أجْزائهِ ونَظْمُها على‏ ما هِي علَيهِ ، فإنّكَ إذا تَأمَّلْتَ العالَمَ بفِكْرِكَ ومَيَّزْتَهُ بعَقلِكَ وجَدتَهُ كالبَيتِ المَبْنيِّ المُعَدِّ فيهِ جميعُ ما يَحتاجُ إلَيه عِبادُهُ ؛ فالسَّماءُ مَرْفوعَةٌ كالسَّقفِ ، والأرضُ مَمْدودَةٌ كالبِساطِ ، والنُّجومُ مَنْضودَةٌ كالمَصابيحِ ، والجَواهِرُ مَخْزونَةٌ كالذَّخائِرِ ، وكلُّ شَيْ‏ءٍ فيها لِشأنِهِ مُعَدٌّ ، والإنْسانُ كالمُمَلَّكِ ذلكَ البَيتَ ، والمُخَوَّلِ جَميعَ ما فيهِ ، وضُروبُ النَّباتِ مُهَيّأةٌ لَمَآرِبهِ ، وصُنوفُ الحَيوانِ مَصْروفَةٌ في مَصالِحِه ومَنافِعِه ، ففي هذا دِلالةٌ واضِحَةٌ على‏ أنّ العالَمَ مَخْلوقٌ بتَقْديرٍ وحِكمَةٍ ، ونِظامٍ ومُلاءمَةٍ ، وأنّ الخالِقَ لَهُ واحِدٌ .۲

۵۱۶۴.الإمامُ الرِّضا عليه السلام- وقد سئلَ عنِ الدّليلِ على‏ حُدوثِ العالَمِ -: أنتَ لَم تَكُنْ ثُمّ كنتَ ، وقد عَلِمتَ أ نّكَ لَم تُكَوّنْ نَفْسَكَ ، ولا كَوّنَكَ مَن هُو مِثلُكَ .۳

۵۱۶۵.عنه عليه السلام- في قولهِ تعالى‏ :(ومَن كان في هذهِ أعمى‏ فَهو في الآخِرَةِ أَعمى‏)-: يَعني أعْمى‏ عنِ الحقائقِ المَوجودَةِ .۴

1086 - خَلقُ الإنسانِ‏

الكتاب :

(فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ) .۵

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ) .۶

(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً ) .۷

(خَلَقَ الْإِنْسَانِ مِنْ عَلَقٍ ) .۸

(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) .۹

1.التوحيد : ۲۴۴/۱ .

2.بحار الأنوار : ۳/۶۱ .

3.التوحيد : ۲۹۳/۳ .

4.التوحيد : ۴۳۸ .

5.الطارق : ۵ .

6.الروم : ۲۰ .

7.الفرقان : ۵۴ .

8.العلق : ۲ .

9.الدهر : ۲ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثالث
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 224540
الصفحه من 587
طباعه  ارسل الي