615
ميزان الحکمه المجلد الثامن

سُرورُنا ؟! وكيفَ يَملِكُنا باللَّهوِ واللَّعِبِ غُرورُنا ، وقَد دَعَتنا باقتِرابِ الآجالِ قُبورُنا ؟!...
إلهي ، لَيس تُشبِهُ مَسألَتي مَسألَةَ السّائلينَ ؛ لأنّ السّائلَ إذا مُنِعَ امتَنَعَ عَنِ السُّؤالِ ، وأنا لا غَناءَ بِي عَمّا سَألتُكَ على‏ كُلِّ حالٍ ...
إلهي ، أدعوكَ دُعاءَ مُلِحٍّ لا يَمَلُّ دُعاءَ مَولاهُ ، وأتَضَرَّعُ إلَيكَ تَضَرُّعَ مَن قَد أقَرَّ على‏ نَفسِهِ بالحُجَّةِ في دَعواهُ ...
ثُمّ أقبَلَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام على‏ نَفسِهِ يُعاتِبُها ، ويَقولُ : أيُّها المُناجي رَبَّهُ بأنواعِ الكلامِ ، والطّالِبُ مِنهُ مَسكَناً في دارِ السَّلامِ ، والمُسَوِّفُ بالتَّوبَةِ عاماً بَعدَ عامٍ ، ما أراكَ مُنصِفاً لِنَفسِكَ مِن بَينِ الأنامِ ، فلَو رافَعتَ نَومَكَ يا غافِلاً بالقِيامِ ، وقَطَعتَ يَومَكَ بالصِّيامِ ، واقتَصَرتَ علَى القَليلِ مِن لَعقِ الطَّعامِ ، وأحيَيتَ مُجتَهِداً لَيلَكَ بالقِيامِ ، كُنتَ أحرى‏ أن تَنالَ أشرَفَ المَقامِ .۱

۲۰۰۹۸.عنه عليه السلام- أيضاً -: اللّهُمّ ، إنّي أسألُكَ الأمانَ الأمانَ يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ ولا بَنونَ إلّا مَن أتَى اللَّهَ بقَلبٍ سَليمٍ .۲

۲۰۰۹۹.تنبيه الخواطر عن عُروَة بن الزُّبَيرِ : كُنّا جُلوساً في مَسجِدِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله فتَذاكَرْنا أحوالَ أهلِ بَدرٍ وبَيعَةِ الرِّضوانِ ، فقالَ أبو الدَّرداءِ : يا قَومُ ، ألا اُخبِرُكُم بأقَلِّ القَومِ مالاً ، وأكثَرِهِم وَرَعاً ، وأشَدِّهِمُ اجتِهاداً في العِبادَةِ ؟ قالوا : مَن هُو ؟ قالَ : عليُّ بنُ أبي طالبٍ عليه السلام .
قالَ : فَوَاللَّهِ إن كانَ في جَماعَةِ ذلكَ المَجلِسِ إلّا مُعرِضٌ عَنهُ بوَجهِهِ ، ثُمَّ انتَدَبَ لَهُ رجُلٌ مِن الأنصارِ يُقالُ لَهُ : عُوَيمِرُ، فقالَ : لَقَد تَكَلَّمتَ بكَلِمَةٍ ما وافَقَكَ علَيها أحَدٌ مُنذُ أتَيتَ بِها .
فقالَ أبو الدَّرداءِ : يا قَومُ ، إنّي قائلٌ ما رَأيتُ ولْيَقُلْ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم ما رأى‏ ، رَأيتُ وشاهَدتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ بِسُوَيحاتِ بَني النَّجّارِ وقَدِ اعتَزلَ عَن مُواليهِ واختَفى‏ مِمَّن يَليهِ وقَدِ استَتَرَ ببُعَيلاتِ النَّخلِ فافتَقَدتُهُ

1.بحار الأنوار : ۹۴ / ۹۹ / ۱۴ .

2.بحار الأنوار : ۹۴ / ۱۰۹ / ۱۵ .


ميزان الحکمه المجلد الثامن
614

ثُمّ يَقولُ جلّ جلالُهُ للمَلائكَةِ : مَلائكَتي ، انظُروا إلى‏ عَبدي قَد تَخَلّى‏ بِي في جَوفِ هذا اللَّيلِ المُظلِمِ ، والبَطّالونَ لاهُونَ ، والغافِلونَ يَنامونَ ، اشهَدوا أ نّي قَد غَفَرتُ لَهُ .۱

۲۰۰۹۵.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : تَعَرَّضْ للرَّحمَةِ وعَفوِ اللَّهِ بحُسنِ المُراجَعَةِ ، واستَعِنْ على‏ حُسنِ المُراجَعَةِ بخالِصِ الدُّعاءِ والمُناجاةِ في الظُّلَمِ .۲

3795 - مُناجاةُ الإمامِ عَلِيٍّ عليه السلام‏

۲۰۰۹۶.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- في مُناجاتِهِ -: إلهي، كأ نّي بنَفسي قَد اُضجِعَت في حُفرَتِها ، وانصَرَفَ عنها المُشَيِّعونَ مِن جِيرَتِها ، وبَكَى الغَريبُ علَيها لِغُربَتِها .۳

۲۰۰۹۷.عنه عليه السلام- أيضاً -: إلهي ، صَلِّ على‏ محمّدٍ وآلِ محمّدٍ ، وارحَمْني إذا انقَطَعَ مِن الدُّنيا أثَري ، وامتَحى‏ مِن المَخلوقينَ ذِكري ، وصِرتُ في المَنسِيِّينَ كَمَن قَد نُسِيَ .
إلهي، كَبِرَت سِنِّي ، ورَقَّ جِلدي ، ودَقَّ عَظمي، ونالَ الدَّهرُ مِنِّي ، واقتَرَبَ أجَلي ، ونَفِدَت أيّامي ، وذَهَبَت شَهَواتي ، وبَقِيَت تَبِعاتي ...
إلهي ، أقَمتُ على‏ قَنطَرَةٍ مِن قَناطِرِ الأخطارِ ، مَبلُوّاً بالأعمالِ والاعتِبارِ ، فأنا الهالِكُ إن لَم تُعِنْ علَينا بتَخفيفِ الأثقالِ ...
إلهي ، سَمِعَ العابِدونَ بجَزيلِ ثَوابِكَ فخَشَعوا ، وسَمِعَ الزّاهِدونَ بسَعَةِ رَحمَتِكَ فقَنَعوا ، وسَمِعَ المُوَلُّونَ عَنِ القَصدِ بجُودِكَ فرَجَعوا ، وسَمِعَ المُجرِمونَ بسَعَةِ غُفرانِكَ فطَمِعوا ، وسَمِعَ المُؤمِنونَ بكَرَمِ عَفوِكَ وفَضلِ عَوارِفِكَ فرَغِبوا ...
إلهي ، إن أخطَأتُ طَريقَ النَّظَرِ لِنَفسي بِما فيهِ كَرامَتُها ، فَقد أصَبتُ طَريقَ الفَزَعِ إلَيكَ بِما فيهِ سَلامَتُها ...
إلهي ، كيفَ تَفرَحُ بصُحبَةِ الدُّنيا صُدورُنا ؟! وكيفَ تَلتَئمُ في غَمَراتِها اُمورُنا ؟! وكيفَ يَخلُصُ لَنا فيها

1.مشكاة الأنوار : ۴۵۰ / ۱۵۰۹ .

2.تحف العقول : ۲۸۵ و ۲۸۶.

3.الدعوات : ۱۸۰ / ۴۹۷ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 158879
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي