2. أوّل من رثى سيّد الشهداء عليه السلام بعد واقعة كربلاء
أوّل من رثى سيّد الشهداء وأصحابه بعد حادثة عاشوراء هو ابنه الإمام زين العابدين عليه السلام ، واُخته الفاضلة زينب الكبرى، وبنتا الإمام (اُمّ كلثوم وفاطمة الصغرى) ، وزوجته الرباب ، حيث واصلوا طريق سيّد الشهداء بمراثيهم الهادفة في كربلاء والكوفة والشام . ۱
وأمّا في المدينة ، فقد كانت اُمّ سلمة زوجة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله ، أوّل من رثى الإمام الحسين عليه السلام بعد شهادته . يقول اليعقوبي في هذا المجال :
كانَ أوَّلُ صارِخَةٍ صَرَخَت فِي المَدينَةِ اُمَّ سَلَمَةَ زَوجَ رَسولِ اللَّهِ . ۲
3. لبس السواد في عزاء سيّد الشهداء عليه السلام
أوّل من لبسالسواد في عزاء الإمامالحسين عليه السلام هو اُمّ سلمة رضى اللَّه عنها زوج النبيّ صلى اللَّه عليه وآله، ونساء بني هاشم. ۳
وهذا السلوك يُحتمل بسبب كلام النبيّ صلى اللَّه عليه وآله الذي قاله لأسماء أثناء شهادة جعفر بن أبي طالب ۴ ، وإنّه كان لباس الحزن منذ العصور السابقة أيضاً، ولهذا اختار أبو مسلم في بداية ثورته اللباس الأسود؛ بهدف الاستغلال الإعلامي ضدّ دولة بني اُميّة، بحيث عُرِفوا فيالتارخ بالمسوّدة، حيث كانوا يقولون:
هذا السواد حدادُ آلِ محمّد ، وشهداء كربلاء وزيدٍ ، ويحيى . ۵
وتعدّ الملابس السوداء في عصرنا الحاضر أيضاً علامة العزاء قسم من المناطق الشيعيّة . ۶
1.راجع : ج ۲ ص ۷۳۶ (الفصل الأوّل / أوّل من أقام المأتم) وموسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۶ ص ۳۲۱ (القسم الثاني عشر / الفصل الأوّل : نماذج من المراثي التي اُنشدت في القرن الأوّل) .
2.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۵ .
3.راجع : ج ۲ ص ۷۵۱ (الفصل الأوّل / أوّل من لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام) .
4.نُقل عن أسماء بنت عميس أنّه لمّا قُتل جعفر بن أبي طالب ، أمرها النبي صلى اللَّه عليه وآله بالتسلّب ، فقال : «تسلّبي ثلاثاً» أي البسي السواد ثلاثة أيّام (راجع : فتح الباري : ج۹ ص۴۲۹ ، لسان العرب : ج۱ ص۴۷۲ «سلب») طبعاً «تسلَّب» قد جاءت بمعنى آخر (راجع : ج ۲ ص ۷۶۷ ح ۱۹۹۴) .
5.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۳۰۰ .
6.راجع : ج ۲ ص ۷۶۷ (الهامش الرقم ۲) .